عادل البكري اسم تونسي لمع في إيطاليا وخاصة في عالم السينما والتلفزة والمسرح ،في رصيده عدد كبير من الأعمال ممثلا ومخرجا لكن الجمهور الواسع لم يكتشفه إلاّ بعد ظهوره في مسلسل «مليحة»في شهر رمضان الماضي مع المخرج عبدالقادر الجربي. عن تجربته الإيطالية ومشاريعه القادمة التقته «الشروق» في هذا الحوار: ٭ كيف توجّهت الى إيطاليا وماهي أبرز المحطّات في مسيرتك الفنيّة في إيطاليا ؟ سافرت الى إيطاليا سنة 1989 في إطار رحلة سياحية وقد كنت موظّفا في تونس أنذاك بالتوازي مع ممارستي لهواية التمثيل، شاءت الظروف أن أبقى هناك فدرست اللغة الإيطالية ودرست المسرح وإخترت الإستقرار في روما كممثل محترف منذ سنة 1992 ومنذ حصولي على الإحتراف الفني لم أنقطع عن العمل بين المسرح والسينما والتلفزة. وخلال هذه السنوات الطويلة قدّمت تسعة أفلام و33مسرحية باللغة الإيطالية ومن بين هذه الأعمال أعمال عربية منها «المهد» الذي صوّر بين الامارات العربية المتحدة وسوريا وعالمية مثل «ألام المسيح»مع ميل غبسون الى جانب الكثير من الاعمال التلفزية مع قناة «الرايونو». ٭ وتجربتك في الإخراج كيف كانت؟ في رصيدي شريطان قصيران وثلاثة أفلام وثائقية وشاركت في عدد كبير من الأفلام كمساعد مخرج . ٭ لك مشروع سينمائي تونسي أليس كذلك؟ نعم، أنا موجود هذه الأيّام في تونس لأقدّم مشروعي الأوّل في بلدي كمخرج بعد 21 سنة من الإحتراف أعتقد أنّه حان الوقت لأقدّم شريطا في تونس وقد حصلت على منحة دعم على الكتابة وأنتظر أن يتوّج مشروعي بمنحة دعم على التصوير. ٭ ماهي ملامح المشروع؟ الشريط بعنوان «شجرة المساء» ثلث الأحداث تدور في إيطاليا والبقيّة في تونس العاصمة وحيدرة والمناطق القريبة منها وقد استغرقت كتابته ثماني سنوات وقد شاركت به في ورشات السيناريو «الجنوب كتابة» وستشارك جهات ايطالية في إنتاجه وهو أوّل شريط تونسي يحظى بدعم إيطالي. ٭ ماهو موضوع الشريط الأساسي؟ الشريط يعالج من خلال تقاطع خمس حكايات مشاكل الهجرة، من خلال شخصية «عائشة»التي هاجرت صغيرة في سن الخمس سنوات نتعرّف على مشاكل الهجرة في بلدان الرحيل إذ تعود عائشة بعد 35 سنة لتكتشف جذورها بعد أن تعرّفت على شاب من بلدها صدفة في الميترو ومن خلال هذا اللقاء تبدأ «عائشة» في اكتشاف واقع المهاجرين ومشاكلهم ...حكايات عمر وكمال وبشير ومحمد وهي حكايات عابقة بالإنسانية وسيكون التصوير أواخر صيف 2011 في تونس والبقيّة في روما. ٭ لأوّل مرّة ظهرت في التلفزة التونسية من خلال مسلسل «مليحة»كيف كانت التجربة؟ دائما كان الأصدقاء يسألونني عن إمكانية المشاركة في عمل تونسي ورغم تردّدي على تونس في المهرجانات والعروض الفنيّة الكبرى كنت أعتذر عن الكثير من المشاريع بسبب ارتباطاتي في روما وأوّل مشاركة كانت مع المنتج نجيب عيّاد الذي عرض عليّ الفكرة فوافقت وكانت تجربة ثريّة حقيقة وناجحة وهي أوّل تجربة أقدّمها بلغتي بما فيها من مشاعر وأحاسيس وحنين فليس من السّهل أن تقضي كل حياتك وأن تمثّل بلغات أخرى غير لغتك .لذلك فإنّ تجربة المسلسل كانت هامّة جدّا بالنسبة لي. ٭ إلى أن يحين موعد التصوير ماذا يشغلك الآن؟ الآن أنا مشغول بمونتاج شريطين وثائقيين ،الأوّل عن ظاهرة المدّ والجزر في جربة والثاني عن المحميات الطبيعية في مصر من إنتاج شركة إيطالية بالتعاون مع المنظمة الإيطالية للتعاون الخارجي وسيكون الشريط في ثلاث نسخ عربية وأنقليزية وايطالية. وأعدّ لمشروع وثائقي عن الأثار في جهة القصرين وتعاقب الحضارات على هذه المنطقة أبحث له عن التمويلات اللاّزمة.