حملتني قدماي صبيحة الأحد الى حديقة الرياضة منير القبائلي حيث الدرر المدفونة والجواهر المكنونة فوق المستطيلات الخضر التي تملأ الحديقة وكنت شاهدا على العمل الكبير الذي يقوم به المدربون هناك. كما كنت حاضرا للقاء الآمال بين الافريقي وترجي جرجيس وبقدر ما هزتني النشوة لما رأيت من مهارات وامكانات فردية وجماعية بقدر مازاد ألمي لما ينتظر هذه المهارات بعد سنوات قليلة لتنطفئ شعلتهم ويخفت ضوء احلامهم في منتصف الطريق مع سابقية الاضمار والترصد من مسؤولين جاؤوا ليحفظوا هذه الدرر فإذا بهم أول من يقضي عليها ويسرق أحلامها في عزّ النهار لإرضاء الانصار وبحثا عن الانتصار عبر انتدابات في ظاهرها «آفار» وفي باطنها «خنّار».. الدرس جاء مرة أخرى من ترجي الجنوب بقيادة رجل حديدي اسمه علي الوريمي وقائد السفينة المدرب شهاب الليلي دون ان ننسى المدير الفني نور الدين بورقيبة ومدربي الاصناف الصغرى الذين تفطنوا الى قيمة جواهرهم فحجزوا لها أماكن تحت الشمس قبل ان يجف عرقها وتضيع في التفكير عن مستقبلها... وأكيد أن لاعبين في قيمة الحارس حمزة عدالة والمدافع عبد السلام السماعلي والجوهرة عبد السلام حمودة ودرّاجي الجنوب لقمان بلحاج اضافة الى راضي الفقراوي وشهر الدين ورامي الدرقاع وبلال شلبي وغيرهم اطمأنوا لما فعلته الهيئة المديرة لما حفظت لهم حقوقهم بالعقود وأكيد انهم اقتنعوا بأن «يدي» الليلي تبحث عنهم في كل حين بما زاد في حماسهم وحماس مدربهم الخلوق المنذر بوزميطة الذي واصل العمل الكبير الذي انطلق مع المنصف مشارك والياس السماعلي ولسعد الصغير ليكون آخر من يسلّم المشعل للأكابر وهو لعمري درس كبير من ترجي الجنوب خاصة لما نعلم ان هذه المجموعة تسير جماعيا منذ أعوام نحو ضفة الأمان ولا ينقصها الا التحرّك الأخير لبعث مركب رياضي يليق بتلك الربوع... وهو مركّب وعد به الرئيس السابق علي بعبورة لكنه مات في المهد بمغادرة صاحبه كرسي الرئاسة.. بقلم: سليم الربعاوي