دعت وزير الخارجية الفرنسية ميشيل اليوماري الى عدم الخلط بين الاسلام والارهاب وبين ما أسمته «الاسلام المعتدل» والتطرف وطالبت دول الاتحاد الأوروبي بالرد على تهديدات «القاعدة» لمسيحيي الشرق الأوسط خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المرتقب موفى هذا الشهر. وقالت اليوماري «قررت توجيه رسالة الى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أطلب فيها ألا تكون فرنسا فقط بل أوروبا كلها التي تبحث هذه المشكلة في اجتماع وزراء الخارجية يوم 31 جانفي الجاري». مخاوف فرنسية وأوضحت أليوماري أن «في العراق استقبل الأكراد 20 ألف مسيحي منذ 2003، فكيف نساعد الأكراد فعليا على حسن استضافة هؤلاء المسيحيين؟ وهذا مثال على القضايا التي يجب أن يشملها جدول أعمال هذا الاجتماع». وأضافت الوزيرة الفرنسية أن الأمر يتعلق «بكيفية مساعدة الناس بشكل ملموس ويجب أن نعمل في ما بيننا وأن نستقبل ونمنح اللجوء لأولئك الذين يشعرون بأنهم مهددون لكن يجب أن نعمل أيضا على أن يتمكن هؤلاء الناس من البقاء في أوطانهم». وتابعت أليوماري، تعليقا على استطلاعات للرأي أظهرت مستويات كبيرة من الخوف من تأثير الاسلام في فرنساوألمانيا أن بلادها «تجنبت الفخ الذي نصبه تنظيم «القاعدة» في سبتمبر 2001 عندما كان هناك خطر حدوث رد فعل عنيف ضد المسلمين بسبب «حفنة من الارهابيين». وأوضحت الوزيرة في مقابلة مع اذاعة «أوروبا 1» أن «الفخ هو ذلك الذي نصبه تنظيم «القاعدة» لدفعنا نحو المواجهة نحو الحرب بين العالمين الاسلامي والغربي «قائلة» يجب علينا ألا نذهب في هذا الاتجاه». واعتبرت أليوماري أن انشاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المجلس الاسلامي الفرنسي كان نجاحا كبيرا وقد سمح باقامة حوار يمنع استيراد الصراعات الى أراضينا فهذه الصراعات لا مكان لها هنا». قلق مسيحي من جانبهم أعرب الأساقفة الكاتوليك في ألمانيا عن قلقهم ازاء العنف المتزايد ضد المسيحيين في العالم وطالبوا بحمايتهم. وقال مدير مفوضية الأساقفة الكاتوليك الألمان «بريلات كارل يوستن» اننا نطالب بأن يعيش المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى في أوطانهم التي يقيمون فيها هم وأجدادهم منذ مئات، بل آلاف السنين في أمن وكرامة». وأكد يوستن أنه يتعين على كل دولة أن تحمي بفاعلية جميع الأشخاص الذين يعيشون على أرضها بصرف النظر عن انتمائهم الديني وتضمن حقوقهم الانسانية مناشدا حكومة بلاده بتفعيل نفوذها لحماية الأقليات الدينية المهددة بالاضطهاد. وكان استطلاع للرأي أظهر أن 40% على الأقل من الفرنسيين والألمان يرون أن الاسلام تهديد. ففي فرنسا اعتبر 42% من المستجوبين أن المسلمين يمثلون «تهديدا على الأرجح» في حين رأى 22% أن المسلمين عامل اثراء ثقافي فيما قال 38% انهم ليسوا تهديدا ولا عامل اثراء ثقافي، وفق الاستطلاع الذي نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية نتائجه أمس. وفي ألمانيا أجاب 40% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن الاسلام يمثل تهديدا ورأى 24% أنه يمثل عنصر اثراء ثقافي بينما اعتبر 36% من المستطلعة آراؤهم أنه لا هذا ولا ذاك.