كشفت صحيفة «البايس» الاسبانية أمس عن نصّ حوار دار بين الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين والسفيرة الأمريكية السابقة ببغداد، قبل حرب الخليج الثانية (أوت 1990) بأسبوع حيث أكد صدام أن العراق حمى الشرق الأوسط برمته خلال حربه مع إيران محذرا واشنطن من مغبّة الانحياز الأعمى لإسرائيل وتجاهل الحقوق العربية. ونقلت «البايس» عن صدام قوله للسفيرة أبريل غلاسبي: أريدك أن توصلي رسالة الى الرئيس جورج بوش الأب بأنه على أمريكا أن تدرك بأن العراق خسر 100 ألف قتيل في الحرب مع إيران وأن فاتورة هذه المواجهة العسكرية كانت باهظة جدا على العراقيين كلهم. وأضاف «بلادي تعاني من مصاعب مالية خانقة مع ديون تجاوزت 40 مليار دولار على الرغم من أنها أحدثت عبر انتصارها على إيران نصرا استراتيجيا وفارقا تاريخيا لصالح العالم العربي. وتساءل الرئيس الشهيد: هل كانت الولاياتالمتحدة تتحمل سقوط 10 آلاف قتيل خلال معركة واحدة؟ وخلال تطرّقه للموضوع الفلسطيني نبّه صدام الى ضرورة أن تنظر الولاياتالمتحدة الى حقوق 200 مليون عربي حينها كما تنظر الى حقوق الاسرائيليين. وعبّر عن تفهمه للضغوط التي يتعرض لها بوش الأب من طرف جماعات الضغط اليهودي في الولاياتالمتحدة بعد أن فتح الأخير باب الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية. كما اتهم أطرافا في الشرق الأوسط بلعب دور رأس الحربة للسياسة الأمريكية مؤكدا أن المناورات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وهذه البلدان شجعتها على انتهاج سياسة بخيلة تجاه حقوق العراق وسيادته. وشدّد على أن العراق لن يتضرّع للولايات المتحدة للحصول على صداقتها ولكنه لن يألو جهدا في الحفاظ على متانة العلاقات الثنائية إذا سارت واشنطن في هذا المسار التعاوني.