أكد عميد المحامين الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني على رفض أي مساس من هيبة المحاماة وحرمة المحامين، وأن الحوار... الحوار والحوار هو السبيل والنهج الوحيد لحل المشاكل الوطنية العالقة. كان ذلك عقب اضراب دعت اليه الهيئة الوطنية للمحامين اثر المستجدات الأخيرة التي عاشها القطاع وكانت الدعوة الى اضراب الأمس مرفوقة بجملة من الضوابط أهمها التجمع ببهو قصر العدالة بتونس وعدم ترديد هتافات أو رفع شعارات تمس من الأشخاص والمؤسسات. مواقف متباينة وقد تابعت «الشروق» فعاليات اضراب الأمس بمقر المحكمة الابتدائية بتونس ورصدت في الجملة ثلاثة مواقف متباينة من «الدعوة» الى الاضراب، حيث كان هناك شق رأى بضرورة التقيّد والانضباط بقرارات هياكل المهنة بما فيها «الدعوة» الى الاضراب، فيما اعتبر شق آخر، أن الأمر طالما تعلق ب«دعوة» فإنه من الممكن الاستجابة لها أو عدم الاستجابة باعتبار أن الاضراب عادة ما يتعلق بعلاقة بين أجير ومؤجره في حين أن مهنة المحاماة حرة ومستقلة ولها ارتباط وثيق بحقوق المتقاضين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يحصل للقطاع من تداعيات. أما الموقف الثالث فإنه يرى أن هذه «الدعوة» الى الاضراب تعبر في حقيقة الأمر عن «موقف سياسي» وليس مهنيا، وعليه فإنه لا يمكن الاستجابة لها، ووجب «خرق الاضراب». وعموما فإنه ومن خلال «تجوالنا» بين صفوف المحامين المتجمعين ببهو قصر العدالة، و«اطلالات» على قاعات الجلسات، فإن ما كان واضحا أن سير المرفق القضائي كان عاديا، ولم تتعطل الجلسات ولم يتم المس من حقوق المتقاضين، لا سيما وأن هياكل المهنة بادرت الى تسخير عدد من المحامين للنيابة عن زملائهم المضربين وفق تنسيق مسبق كما تعهد أعضاء هياكل المهنة بالوقوف أمام قاعات الجلسات حتى لا يحصل أي تصادم بين «المضربين» و«غير المضربين». وعموما، فإن ما يمكن تسجيله من اضراب المحامين يوم أمس أن المشرفين عليه، نجحوا الى حد ما في «التعبير» عن موقف من مستجدات رأوا فيها مسا من حرمة المحامين وهيبة المحاماة، وهذا «التعبير» لم يخرج عن الضوابط التي رافقت بيان الاضراب، وأهمها «احترام الآخر» وعدم المس من الاشخاص والمؤسسات ولم يكن شائعا بين المحامين سوى شعار «دفاعا عن كرامة المحامي». الحوار... الحوار... الحوار ومع قرب نهاية الوقت المخصص لاضراب المحامين يوم أمس، تناول الكلمة العميد الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني حيث أكد رفض المساس من هيبة المحاماة وحرمة المحامين وأن المحاماة هي جزء حيوي من جسد الشعب ملتصقة بهمومه منشغلة بقضاياه وشدد بالقول «ان الحوار... الحوار والحوار هو النهج والسبيل الأوحد لحل كل المشاكل الوطنية العالقة بما فيها مشاكل قطاع المحاماة» وشكر زملاءه على دورهم في انجاح الاضراب.