شدد الاستاذ العميد عبد الرزاق الكيلاني على ضرورة اعادة الاشعاع الى المحاماة التونسية، حتى تلعب دورها الريادي الذي عرفت به عبر التاريخ داعيا السلطة الى مواصلة نهج اصلاح القطاع. والاستجابة الى مطالب المحامين، في اطار الحوار مع هيئتهم الوطنية المنتخبة مع التعامل مع «العمادة» كمؤسسة دستورية. كان ذلك أثناء انتظام حفل تنصيب العميد المنتخب للمحامين الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني، يوم أمس بدار المحامي بشارع باب بنات وتسلّم مهامه من طرف العميد المتخلّي الاستاذ البشير الصيد، وذلك بحضور عدد كبير جدا من شيوخ المهنة وشبابها، غصت بهم القاعة. أصحاب الإشاعات كالفقاقيع! وفي بداية الحفل، تناول الكلمة، الاستاذ العميد المتخلّي البشير الصيد حيث شدّد على ضرورة توحّد المحامين وتضامنهم فيما بينهم. وبقاء جسد المحاماة كالبنيان المرصوص وأكّد العميد الصيد على أنه تعرّض خلال الفترة الماضية، الى حملة شعواء هدفها كان تلويث سمعته لأسباب انتخابية بحتة. وأن مروّجي تلك الاشاعات حسب تعبيره، كانوا كالفقاقيع تظهر لأوقات معينة وسرعان ما تختفي. وأكّد العميد الصيد، أن فترة نيابته اقترنت بتحقيق عديد المكاسب والاصلاحات الهامة لفائدة قطاع المحاماة وأنه عمل كل ما في وسعه، للسعي الى تحقيق مطالب المحامين، استكمالا لبرنامجه الذي انطلق منذ سنة 2007 «البديل الاصلاحي لمهنة المحاماة». وختم العميد الصيد كلمته بإعادة تهنئة العميد المنتخب الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني، وأنه يثق تمام الوثوق في قدرته على النهوض بالقطاع ومزيد السمو به الى أعلى المراتب، داعيا له بالتوفيق في المسؤولية والمحامين على اختلاف ألوانهم الى الوقوف بجانبه ومعاضدة جهوده. إعادة الاشعاع والاعتبار بعد ذلك تحدث الاستاذ العميد عبد الرزاق الكيلاني أمام الحاضرين بنبرة، حملت معاني الشعور بصعوبة الوضع الذي يعيشه القطاع حيث ولئن شكر المحامين على ثقتهم في شخصه، فإنه دعاهم الى الوقوف صفا واحدا، ونبذ الانتماء لغير المحاماة نظرا لدقّة وخطورة المرحلة التي تمر بها مهنتهم. وفي استعراضه «للعمادة» أكّد العميد الكيلاني أن المسؤولية خطيرة، لأنها نتاج لأمانة الثقة التي وضعها فيه زملاؤه وأنه سيعمل على تكريس وترسيخ التسيير الديمقراطي والشفاف سواء مع الهياكل او قاعدة المحامين. وأكّد العميد الكيلاني، أنه ملتزم أمام المحامين، بفحوى برنامجه الانتخابي الذي عرضه عليهم إبّان حملته الانتخابية، والتي تعرّض خلالها الىتهديدات لم يعرف مصدرها، وأنه سيتقدم الى الجهات الرسمية بمشروع برنامج عمل يتمثل في جملة مطالب اصلاح المحاماة، وتحسين أوضاع المحامين على غرار وجوبية نيابة المحامي أمام جميع المحاكم، وعلى مختلف درجات التقاضي وأنه سيدعو الى تمكين شباب المحامين من الامتيازات الجبائية، كتلك الممنوحة للباعثين الشبان، وإعفاء المحامي المتمرّن، من الأداء الضريبي. ومزيد توسيع مجال تدخّل المحامي، وتحقيق الحصانة للمحامي. ودعا العميد المنتخب الجهات المسؤولة الى أن تتعامل مع عمادة المحامين كمؤسسة وطنية دستورية لها هيبتها الكاملة وحصانتها. كما أفاد بأنه سيسعى لدى الجهات المسؤولة، الى مساعدة المحامين الشبان، على بعث شركات محاماة حتى يزيد ارتقاء المهنة وأهلها الى أعلى المراتب التي تليق بهم، وبتاريخ وعراقة مهنة المحاماة، مع ضرورة الاحاطة بأصحاب المهنة، في كنف الاحترام الكامل لهيبتها باعتبارها شريكا فاعلا في تحقيق التقدّم للبلاد، ومدافعا أساسيا عن الحريات في كنف احترام القانون. وشدّد العميد الكيلاني على أنه سيحارب ظاهرة السمسرة، بكل ما أوتي من قوّة، وسيكون عميد حوار مع السلطة في كنف الاحترام المتبادل، وسيكون عميدا لكل المحامين، على اختلاف انتماءاتهم دون تمييز. وشكر الاستاذ العميد عبد الرزاق الكيلاني أفراد عائلته الذين وقفوا الى جانبه وساندوه أثناء حملته الانتخابية.