المبادرة التي أقدم عليها رجال الأعمال بقيادة منظمتهم الوطنيّة، وتنادي المركزيّة النقابيّة إلى الاجتماع ومتابعة المستجدّات على الساحة الوطنيّة، وما أصدرتهُ مختلف الأحزاب مؤخرا في بياناتها وخاصة عقب اللقاءات التي جمعت رئيس الدولة بأمنائها العامين ، وكذلك اجتماع السيّد الوزير الأول بالمكاتب التنفيذية لمنظمات الأعراف والشغالين والفلاحين، كلّها مؤشرات تدلّ على صواب المنهجيّة المتّخذة في معالجة تبعات الأحداث التي تقع في بعض جهات الجمهورية على خلفية المطالبة بالتشغيل والحق في البنية الأساسية والتنمية المحليّة وتحسين ظروف العيش. لقد طرحت الاحتجاجات الأخيرة في مدينة سيدي بوزيد وعدد من جهات البلاد مطالب مشروعة كالحق في العمل لأصحاب الشهائد العليا والحق في نصيب من الثروة الوطنية، وقد أدّت تلك التحرّكات أهدافها القصوى باستجابة أعلى هرم في السلطة الرئيس زين العابدين بن علي الّذي بادر بتخصيص اعتمادات إضافيّة بلغت قيمتها 6500 مليون دينار ستوجّه لتغيير وجه الحياة في الجهات الداخليّة، كما استنفرت منظمة الأعراف منخرطيها ودعت للانخراط في المجهود الوطني للتشغيل ومُعاضدة الخطّة الرئاسيّة الموضوعة للغرض وذلك بالعمل على توفير 50 ألف موطن شغل إضافي خلال الفترة القادمة توجّه أساسا لأصحاب الشهائد الّذين طالت بطالتهم والمنحدرين من العائلات الفقيرة والمعوزة. ومن المؤكّد فإنّ حالة الفوضى أو الانتحار والإضرار بالمكاسب والمنجزات الوطنيّة وتشنج الأوضاع لا تخدم في شيء جوهر الاحتجاجات والمطالب الشرعية لطالبي الشغل من أصحاب الشهائد العليا ومن متساكني الجهات الداخليّة. إنّ طرح المطالب الاجتماعية، وهو أمر مشروع، بالهدوء والرصانة وحل القضايا بطرق راقية وحضاريّة وإعمال لغة العقل عوضا عن العاطفة تضمن لكل الأطراف حقوقهم، كما أنّ منطق الحوار والتشاور والتعاطي بإيجابيّة مع مشاغل المواطنين وفتح الأبواب في وجوههم للتعبير عمّا يُخالجهم من قضايا في معيشهم اليومي، كلّها نقاط مضيئة تُحسب لفائدة مجتمعنا وبلادنا في طريق الخروج من مثل هذه الأوضاع واستدامة واقع الأمن والاستقرار والتضامن والشعور الوطني الكبير بأنّ المستقبل لا يُمكنهُ إلاّ أن يكون أفضل ناهيك عن أنّ عدّة أشياء بدأت تتحرّك على الميدان لتغيير الأوضاع وتحقيق المزيد من التنمية العادلة بين الجهات ونشر ثمار الثروة الوطنيّة لتشمل كلّ ربوع الوطن دون إقصاء أو استثناء أو تمييز كما تعهّد بذلك السيّد الرئيس وأوصى على حُسن تفعيله بالسرعة والنجاعة المطلوبتين.