سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الشروق» تحصل على مشروع خريطة «سودان ما بعد الانفصال: رئيس لجنة ترسيم الحدود ل«الشروق»: الانفصال سيغير وجه البلاد بالكامل وسنخسر حدودنا مع 3 دول إفريقية
الخرطوم (الشروق) من مبعوثنا الخاص النوري الصل: تمكنت «الشروق» من الحصول على ملامح الخريطة الجديدة للسودان بعد انفصال الجنوب الذي من المرجح أن يكون نتيجة استفتاء تقرير المصير الذي بدأ أول أمس. وكشفت مصادر مطلعة ل«الشروق» في الخرطوم أن هذه الخريطة جاهزة وأنها الآن على مكتب الرئاسة السودانية وتنتظر فقط الاعلان الرسمي لها حتى تسلم في ما بعد الى الجهات المختصة لكي يتم الاعلان عنها دوليا. ولمزيد معرفة تفاصيل وملامح هذه الخريطة الجديدة اتصلت «الشروق» بمدير المساحة بالسودان رئيس لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب الدكتور عبد الله الصادق الذي أكد أن لجنته قطعت أشواطا كبيرة جدا في عملية ترسيم الحدود وأن أهم مراحل الترسيم طويت بنجاح ولم يتبق منها سوى 20%. وفي رده على سؤال حول مساحة الجزء الذي سيخسره السودان عقب انفصال جنوبه أوضح الدكتور عبد الله الصادق أن السودان سيخسر حدوده مع كينيا ومع الكونغو الديمقراطية ومع أوغندا بالكامل فيما سيخسر أيضا جزءا كبيرا من حدوده السابقة مع أثيوبيا. وأشار في هذا الصدد أن لجنة فنية ستتوجه خلال الأسابيع القادمة لوضع العلامات بين الخرطوم وأديس أبابا. وفي ما يتعلق بالحدود مع أفريقيا الوسطى والتشاد أوضح رئيس لجنة ترسيم الحدود أن هذه الحدود ستتقلص من 1208 كلم متر الى بضع مئات من الكيلومترات مما يعني أنها ستنقص حوالي 60%. وبالنسبة الى التشاد كما يضيف الخبير السوداني والمستشار الحدودي بالاتحاد الأفريقي فان عملية الترسيم اكتملت ولم تتبق منها سوى وضع العلامات الفاصلة بين البلدين وهو الأمر الذي توقف بسبب تطورات الأوضاع في دارفور. وأكد في هذا الاطار أن الانفصال المتوقع لجنوب السودان سيغير بشكل كبير وجه السودان وحدوده التي ستصبح الأطول في أفريقيا ب2000 كيلو متر تليها حدود شمال السودان مع أثيوبيا التي ستتناقص تلقائيا بفعل عامل الانفصال بعد أن كانت تمتد الى 1650 كيلو مترا. وأضاف أن السودان سيخسر 25% من مساحته في حال الانفصال أي أن مساحته ستصبح مليونا و828 ألف كيلو متر مربع مما يعني أنها نقصت 273 ألف كيلو متر مربع وفي هذا السياق كشف مدير مساحة السودان في حديثه ل«الشروق» أن الحدود بين الشمال والجنوب ستفصل بأعمدة خرسانية على طول 2000 كيلو متر وذلك طبقا لما اعتمدته العديد من دول العالم في عملية فصل الحدود بين بعضها البعض. وأشار الى أن هذه الأعمدة ستكون موصولة بالأسلاك بين الأعمدة الخرسانية الموزعة على كل 5 كيلو مترات أما الأماكن ذات القيمة النفطية والزراعية فان الأعمدة فيها ستكون بعد كل كيلومتر لأن الأرض فيها لها قيمة عالية. وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت لجنته قد واجهت مشكل التداخل القبلي خلال عملها أوضح أن صلاحية هذه اللجنة ومهمتها تقتضي اقامة الخطوط الفاصلة حتى وان أدى ذلك الى تقسيم منزل على شطرين، مشيرا الى أن اللجنة جابهت فعلا قضايا من هذا النوع في احدى المناطق وقد جرى تقسيم الحدود في غرفة على اثنين .. كما لفت النظر أيضا الى أن احدى زرائب الحيوانات قسمت على شطرين خلال عملية ترسيم في احدى المناطق. وفي رده على سؤال حول قضية ترسيم حدود منطقة أبيي أوضح أن هذه القضية هي فنية بحتة لكن الخلافات السياسية القائمة بين شريكي الحكم هي التي تعطل حلها.