إعداد : عبد الله طليحه الدبابي (معلم تطبيق بتطاوين) ان الذهاب الى المدرسة ليس حدثا عابرا بالنسبة للطفل وأهله بل هو عملية عبور كبرى لا تقل في دلالاتها عن مرحلة المراهقة فالطفل يخرج أول مرة من عالم الأسرة المحدودة الى عالم المجتمع والمدرسة وفي هذا الإطار يتعرض المراهق الى عديد الإضطرابات السلوكية ومن هذا المنطلق أصبح موضوع الصحة النفسية يهتم بدراسة الاضطرابات النفسية تشخيصا وعلاجا بشكل متزايد سواء على المستوى الفردي أو الجماعي انها بداية مرحلة الفطام النفسي عن الأهل و الشروع في بناء الاستقلال الذاتي ففي المدرسة تتكرس العلاقات الأفقية الندية مع الأتراب بعد أن كان يغلب على علاقاته الأسرية الطابع العمودي وهنا تطرح بشكل مميز في صبغته الانفعالية والنفسية حالة استعداده لهذا الاستقلال النفسي. دور الأسرة في تحقيق الصحة النفسية للطفل ان تربية الاطفال من أصعب الأهداف التي تسعى اليها الاسرة لذلك يجب أن تتوخى الأسرة الطريقة المثلى لتربية أبنائها تربية سليمة فلا يجب الإفراط من الشدة والقسوة والتفريط في منح الحرية المطلقة كما تساهم الأسرة في تهئية الفرد واستعداده للاستقلال النفسي وذلك من خلال تحوله الى الذهاب الى المدرسة التي تعتبر فرصة انطلاق للعالم الخارجي وفي هذا الإطار تورد تجربة المفكر أحمد أمين في قولة« كان هذا البيت أهم مدرسة تكونت فيها عناصر جسمي وخلقي وروحي انعكست خصائصه في طبيعتي وكونت أهم مميزات شخصيتي...» دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية للطفل الذهاب الى المدرسة هو بداية الانطلاق الفعلي لمشروع الطفل المعرفي والنفسي فإلى أي حد تهيأ الطفل لهذه العملية التربوية? التعليم مهمة ورسالة ثقيلة ومعقدة فهو ليس مجرد تلقين للعلوم والفنون واكتساب المهارات بل هو انشاء وتشكيل جديد فكريا وخلقيا واجتماعيا لقد دلت بحوث كثيرة على أن القلق يعوق عملية التعلم والقلق النفسي يختلف من الشعور بالعصبية والقلق الذي يسبق حدوث شيء معلوم ومن حسن الحظ أن هذه الأمراض تستجيب للعلاج الدوائي والسلوكي وان كانت تحتاج لبعض الوقت والمثابرة على العلاج مع القيام بالتغير السلوكي المطلوب من المريض ومن أهم النتائج السلبية لظاهرة القلق هو الفشل المدرسي... تعتبر المرحلة المدرسية من أهم المراحل التي يمر بها نمو الطفل ويتطور وينضج ويحدث خلالها الكثير من التغييرات الجسيمة والعقلية والاجتماعية والعاطفية ويكتسب الأطفال السلوكيات المتعلقة بالحياة عموما وبالصحة بصفة خاصة لهذا أخذ موضوع الصحة اهتماما كبيرا خاصة في الأوساط التربوية لأن انتقال الطفل من جو عائلي محدود الى عالم المدرسة هو حدث عابر في حياته وهذا ما جاء في كتاب «الصحة النفسية» للدكتور مصطفى حجازي : «هناك درجات من الاتصال والانفصال ومن الاستمرارية والاختلاف تطرأ على عالم الطفل النفسي منذ لوجه باب المدرسة»