قال السيد سمير العبيدي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في لقاء صحفي عقده مساء أمس بمقر الوزارة إنه لا اشكال لدينا في تونس للتعبيرات والتحركات السلمية التي نعتبرها شرعية ومعقولة لأن ذلك من خاصيات المجتمعات الحيّة التي تعبّر عن مشاغلها ومطالبها. وأضاف الوزير أن التحركات الاجتماعية السلمية مفهومة وقدرناها ووجدت لها اصلاحات باعتبار أننا نقبل التعديل والاصلاح. ومن جهة أخرى أعلن الوزير أن هناك مجموعات متطرّفة صغيرة دينية ويسارية دخلت وسط التجمعات من أجل استغلال التحرك الاجتماعي والانزلاق به لإحداث الفتنة والعنف لتوظيف الشبان والتلاميذ وتدريب بعضهم على استعمال كوكتال «المولوتوف». إطلاق سراح وأضاف وزير الاتصال أن كل الشبان الذين ساهموا في بعض العمليات تم اطلاق سراحهم تحت مسؤولية أوليائهم وذويهم بعد أن تبيّن أنه تم التغرير بهم. وشدّد الوزير على أن الأمن والاستقرار خط أحمر وأن التحدّي الكبير هو أننا لن ننزلق في ما أراده البعض لتونس ولن نسقط في دوامة العنف وأن جوابنا على هؤلاء سيكون بمزيد الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي ستستجيب لطموحات مختلف مكوّنات المجتمع التونسي اضافة الى مزيد توسيع رقعة الديمقراطية ومساحة الحريات والمشاركة السياسية لكل مكوّنات المجتمع التونسي. خسائر جسيمة وقال الوزير ردّا على بعض الأسئلة إن حجم الخسائر لم يتحدّد بعد لكنها جسيمة وخاصة بالنسبة الى المؤسسات الادارية والتربوية. وقال الوزير ان قرار تعليق الدروس بالمؤسسات التعليمية هو اجراء احترازي يهدف إلى ابعاد أبنائنا التلاميذ والطلبة عن عمليات الاستغلال والتوظيف ولتهدئة الأوضاع. وردّا على سؤال «الشروق» حول الموقف من تناول وسائل الاعلام للأحداث الأخيرة قال الوزير إننا نشجع الاعلام التونسي على التطرق إلى كل المواضيع إذ لا وجود لمحرمات مطلقا مشيرا إلى الحراك الذي شهدته مختلف وسائل الاعلام الوطنية في الأيام الأخيرة. سياسة اعلامية جديدة وقال الوزير انه ابتداء من اليوم سيتم وضع مكتب اتصال خاص ورقم أخضر على ذمة كافة الاعلاميين التونسيين والأجانب للإجابة وبشكل فوري عن كل استفساراتهم ومعرفة آخر الأخبار خاصة بعد أن لاحظنا في عديد وسائل الاعلام الأجنبية خاصة أخبارا غير دقيقة وأرقاما غير صحيحة مثل القول بأن عدد الوفيات تجاوز الخمسين في حين أنه لم يتجاوز 21. تحقيق وقال الوزير ان العدالة أخذت مجراها للتحقيق في ظروف وملابسات الأحداث الأخيرة لتحديد المسؤوليات فيها خاصة بعد أن توفرت الصور والأشرطة التي تبيّن احراق مؤسسات تربوية وإدارية بالكامل. وأوضح الوزير ان اطلاق النار لم يستهدف مطلقا المظاهرات والتحركات بل إن سقوط الضحايا تم عند مهاجمة مقرات سيادة ومراكز أمنية وبعد التحذير واطلاق النار في الهواء. وقال الوزير إننا نأسف حقيقة لكل الوفيات ونتعاطف مع أسرهم ونشاركهم ألمهم وحزنهم ونعتبر أي نقطة دم لتونسي خسارة لا تعوض. ندوة صحفية وأعلن وزير الاتصال أن الوزير الأول سيعقد اليوم الاربعاء ندوة صحفية سيشرح فيها تفاصيل الخطة التنفيذية العملية لحزمة القرارات التي أعلنها رئيس الدولة في خطابه أمس الأول الاثنين.