بدا الوضع هادئا صباح أمس في مدينة القصرين، كانت حركة السكان عادية في الشوارع والأنهج رغم لسعات البرد في ذلك الصباح... بدت المدينة صباح أمس هادئة لكنها كانت عاجزة عن التخلص من حزنها الجاثم عليها بعد ليال وأيام مرعبة وعصيبة.. عندما دخلت مدينة القصرين كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحا كانت المدينة في تلك الساعة تشيع جثامين عدد من الذين سقطوا في المواجهات التي عرفتها المدينة وكان الكثير من السكان والأهالي قد وقفوا على حافة الطريق يراقبون ويشاهدون مرور الجنازة التي كانت ترافقها الكثير من السيارات... مظاهر الحرق ومشاهد المؤسسات التي أتت النيران على كل جدرانها وعلى ما فيها واضحة وجلية... عملية الحرق كانت عنيفة ذلك ما يلاحظه كل زائر للمدينة وكل من يمرّ بشوارعها... في حين تمركزت قوات الجيش الوطني أمام أهم المؤسسات العمومية وفي مداخلها... «الشروق» كانت في قلب مدينة القصرين ومع أهلها وأبنائها.. ٭ إعداد: سفيان الأسود في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم امس الاول (الاثنين) تمركزت قوات الجيش الوطني في مدينة القصرين، ويقول بعض المواطنين ل «الشروق» ان الأهالي والسكان استقبلوا وحيّوا قوات وأفراد الجيش الوطني بالزغاريد والاحترام.. في مدخل مدينة القصرين كانت بناية شركة «موبلاتاكس» لبيع الأثاث قد احترقت ومثلها حدث في مقر الإدارة الجهوية للتشغيل والتكوين المهني وعلى امتداد شارع الحبيب بورقيبة وهو أكبر شوارع المدينة كانت بقايا الإطارات المطاطية المحترقة هي المشهد الغالب في الشارع وكان سواد المطاط المحترق يكسو الكثير من البقع والمناطق في الشوارع والأنهج والمفترقات.. لا أحد من سكان وأهالي المدينة الذين تحدثنا معهم كان راضيا عن عمليات العنف والحرق التي حدثت، الكل كان مستغربا وحائرا من عمليات الحرق التي شملت مؤسسات عمومية وأملاكا خاصة.. من حق الجميع أن يطالب لكن ليس من حقه حرق الممتلكات.. يتحدث الجميع هنا عن عمليات نهب شملت أملاكا خاصة منها المغازة العامة وشركة «موبلاتاكس» وشركة خاصة أخرى اسمها شركة «الفردوس». الهدوء هو سيد الموقف في جهة القصرين منذ مساء أمس الأول وقد شمل الهدوء أيضا أحياء الزهور والنور والكرمة وهي أكبر التجمعات السكانية في مدينة القصرين. داخل المدينة تم تطويق محطات بيع البنزين والوقود بالأسلاك الشائكة فكل المؤسسات هي تحت الحراسة في حين تواصل تقديم خدماتها بشكل عادي.. طيلة أيام ظلت الحركة متواصلة في المستشفى الجهوي بالقصرين حيث كان يستقبل الجرحى والمتضررين ويقول أحد الأطباء ل «الشروق» ان الطاقم الطبي ظل يعمل ليلا نهارا وأن كل الامكانات تم توفيرها وكل الجهود بذلت ونجحت الأطقم الطبية في تقديم الخدمات برغم كل الظروف. تلك هي مدينة القصرين صباح أمس وقد تمركزت فيها قوات الجيش الوطني.. في لقاءات مكثفة ومباشرة بأهالي القصرين: الزنايدي يواسي العائلات... ويبرز عطف الرئيس على الجهة.. بكثير من اللطف وبكثير من الأسى التقى مساء أمس الأول ويوم أمس السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية بمدينة القصرين بعائلات الضحايا والقتلى في الأحداث الأليمة التي عرفتها الجهة مؤخرا... بكثير من العطف تحدث السيد منذر الزنايدي مع العائلات ومع الأمهات ومع الأباء... أبلغهم تعازي رئيس الدولة وقال لهم إن قلبه معهم وأنه يواسيهم ويقف إلى جانبهم... قدم الوزير التعازي، وتحدث بقلب مفتوح مع العائلات ومع الأمهات ومع الآباء.. كان الكثير من الحزن على الوجوه ولكن كان الجميع يؤكد أنه لابد من تجاوز الأحداث... الكل كان يؤكد أن تونس لا ينبغي أن تحدث فيها كل هذه الأحداث بكثير من الصراحة تحدث السيد منذر الزنايدي مع الأهالي والسكان، قبّلهم واحتضنهم وبلغهم تعازي ومواساة رئيس الدولة. الوزير منذر الزنايدي تحدث مع الجميع دون بروتوكولات ودون حواجز واستمع إليهم بانتباه وبإصغاء... السيد منذر الزنايدي زار الجرحى والمتضررين في المستشفى وكان جنبا إلى جنب مع السكان والأهالي والعائلات استمع إلى الجميع وتحدث مع الجميع وأصغى للجميع. وبلغ السيد منذر الزنايدي كل الأهالي عطف الرئيس بن علي على القصرين وحرصه المتواصل على دفع نسق التنمية وإحداث مواطن الشغل مقدما في هذا الصدد تفاصيل ضافية عن مضمون التدابير الرئاسية الجديدة ولاسيما خطة تنمية المناطق الحدودية والقرار المتعلق بمضاعفة طاقة التشغيل خلال سنتي 2011 و2012 لبلوغ 300 ألف موطن شغل بما يمكن خاصة من استيعاب كل خريجي التعليم العالي الذين تتجاوز مدة انتظارهم السنتين إلى جانب الحوافز الهامة التي أذن بها رئيس الدولة لفائدة المستثمرين في الجهات الداخلية. خطاب السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية كان متكاملا حيث دعا خلال لقاءاته المكثفة بالأطراف الفاعلة والعائلات والشباب إلى تكاتف كل الجهود الجهوية من أجل تفعيل الحوار والتعقل وإحكام الإحاطة بالشباب ووقايته من الانزلاق إلى العنف حتى تنصرف كل الجهود إلى ايجاد الحلول للاشكاليات ودفع التنمية بالجهة بما يخدم مصالح أبنائها.