تحمل اللافتات المعلقة في الشوارع بمناسبة أو بغير مناسبة واللوحات التي نشاهدها على واجهات محلات مختلفة المهن والصنائع والحرف والكتابات المرسومة على الجدران وفي محطات الحافلات والقطارات وحتى داخل «بيوت الراحة» في الأماكن العمومية تحمل هذه الأصناف من الكتابات إذن رسالة ما وذلك بما تفرزه من طرق شتى في رسم الكلمات والرسوم وفي المزج بين اللغة العامية واللغة الفرنسية وفي اختيار الجملة ا لإعلانية الدالة عن المعلن عنه. إن هذه الرسالة لو دخلها علماء الاجتماع والانتروبولوجيون لتاهوا في خضمها ولاستخرجوا منها دلالات كثيرة كما يفعل من يقرأون لقطات الإعلان صورة ونصّا ولقرأوا من خلال هذه الشعارات تعبيرات كثيرة تفصح عن مواقف معينة لأصحابها وتوجهات يرمون من ورائها إلى إبلاغ رسالة ما إلى المجتمع ولوجدوا فيها كثيرا من تفاصيل الحياة التي قد لا يتفطن إليها الإنسان أحيانا. والمتأمل في مثل هذه الجمل والنصوص يتبين بيسر أن لكل جملة خصائصها النابعة من خصوصيات صاحبها ونوعية النشاط الذي يمارسه سواء أكان ذلك في طريقة رسمها أو في نوعية المحمل الذي يحملها أو النص المعبّر عنها فيها ما هو طريف وفيها ما هو سمج قد لا يستطيع أن يجلب انتباه الناس. إن مثل هذه «البلايك» كما تعرف عند العامة بقدر ما هي تحمل رسالة ما بقدر ما تفسد الذائقة العامة وتشوه وجه المدينة بما تتسم به من فوضى في إنجازها سواء على مستوى نصوصها أو على صعيد محاملها.