أفاد السيد محمد الغنوشي الوزير الأول أنه سيتم اليوم الإعلان عن حكومة وحدة وطنية. وأوضح في تصريحات إلى القنوات التلفزية الوطنية، أن المشاورات الجارية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية قد تقدمت بشكل كبير ما يتيح وبسرعة تفرغ الأطراف الوطنية لإعادة البناء وإدخال الإصلاحات سيما تطوير الحياة السياسية وتكريس الديمقراطية إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تمكن من تحسين ظروف عيش التونسيين. وبالنظر إلى ما ينتاب المواطن اليوم من شعور بالخوف والقلق، أكد السيد محمد الغنوشي حرصه على طمأنة التونسيين على أن الأمور بدأت تعود شيئا فشيئا إلى طبيعتها» مشيرا إلى أنه «تم إيقاف عدد كبير من عصابات الإجرام والاعتداء على الأرواح والممتلكات، هذه العصابات التي تريد نشر الفوضى والخراب من قبل من يريدون أن يستعبدوا من جديد الشعب التونسي». وشدد الوزير الأول على أنه «لا تسامح أبدا» مع كل من اعتدى على أمن البلاد وأمن المواطن مهما كان الوسط الذي يرجع إليه. وأضاف أن أهم استنتاج يمكن الخروج به من المحنة الحالية التي تعيشها تونس هو أن «بلادنا لها شعب كبير وعظيم»، هو اليوم بصدد كتابة صفحة جديدة من تاريخه، قائلا «إني أشكر من القلب كل التونسيين على وقفتهم الرائعة للحفاظ على مكاسب البلاد من خلال تشكيل فرق دفاع مدني للدفاع عن ممتلكاتهم ومكتسبات بلدهم». كما تقدم بالشكر للتونسيين على وقفتهم التضامنية وعلى الروح الوطنية التي أصبحت تطغى على كل الاعتبارات الأخرى، مكبرا العمل البطولي الذي تقوم به قوات الأمن الداخلي بكامل تشكيلاتها من شرطة وحرس والجيش الوطني، لضمان سلامة الوطن والمواطن. وبين السيد محمد الغنوشي أن هذا العمل ساعد على ضبط عدد كبير من أفراد عصابات الإجرام التي ستكشف الأيام المقبلة عمن يقف وراءها وهي أطراف قال إنها تريد الإضرار بتونس وتركيع شعبها واستعباده، تونس التي حققت مكاسب هامة، رغم ما يوجد من نقائص ولكنها مكاسب كبرى لأنها تحققت رغم قلة الموارد. وأكد أن هذه العصابات الإجرامية ستنال عقابها قائلا إن تونس دولة قانون وسوف تقول العدالة كلمتها في جرائم هذه العصابات وسيحقق فيها القضاء وينشر الوقائع، مشددا على أنه لا تسامح البتة مع هؤلاء الذين «أجرموا في حق تونس وفي حق التونسيين». وأضاف الوزير الأول أن الشعب التونسي مطالب اليوم بوقفة كبرى حتى يحافظ على «نسمة الحرية» التي هبت على الوطن، فالحرية قبل الخبز لأنه لا وجود لكرامة ولا قدرة على الإبداع دون حرية. وأعرب عن ارتياحه لكون هذه الرسالة قد أدركتها كافة أطراف الساحة الوطنية وهذا ما يسر المشاورات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، موضحا أنه سيتم غدا الاثنين الإعلان عن تشكيلة هذه الحكومة حتى يتم الانطلاق في إعداد صفحة جديدة تبرهن على أن شعب تونس شعب كبير، شعب إذا أراد الحياة يستجيب له القدر