مساء السبت الفارط، لم يكن عادياّ في مدينة قصور الساف التي شهدت يوما تكافل فيه كل المواطنين على غرار بقية الشعب التونسي في كامل أرجاء الوطن والذين أخذوا على عاتقهم مسؤوليةّ تطويق وحماية المدينة من العصابات والميليشيات التي كانت تبثّ الرعب والهلع في قلوب المواطنين، لكن إرادة الشعب كانت لها الكلمة الأخيرة، وكانت أقوى من كلّ الأسلحة..فحوالي الساعة السابعة مساءا وبالتنسيق بين المواطنين في مداخل المدينة، تمّ إيقاف سيارة مدنية قادمة من مدينة الشابّة، في اتجاه مدينة المهدية، عمليّة التثبّت في هوية الراكبين لم تكن بمثل ما شاء الشبان ولا أفراد الأمن الذين كانوا في المكان، ودون مقدّمات أطلق المجهولون الرصاص على المواطنين وبصورة عشوائية لم تسفر عن وقوع ضحايا والحمد لله، حينها تدخّل رجال الأمن وأطلقوا الرصاص الحي على السيارة المذكورة، ممّا أسفر عن مقتل اثنين على عين المكان، وهروب الثالث جريا إلى الغابة المجاورة، أين تمّت ملاحقته من طرف شبان الحي الذين كانوا مسلّحين بعصي وهراوات، لكن الجاني ظلّ مختفيا رغم حملات التمشيط التي قام بها أعوان الأمن فيما بعد، وبالتحرّي في هويّة القتيلين تبيّن أنّهما من سلك الأمن، رئيس مركز وعون أمن، تمّ حملهما إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية، تحيّة إكبار إلى شباب قصور الساف وشباب كلّ شبر من تراب هذا الوطن العزيز الذي أعطى صورة ناصعة وحقيقية على مدى تعلّقه بتونس.