الجنرال رشيد عمار رئيس أركان جيش البر وهو أقوى وأكبر أركان الجيش التونسي (عمره 63 عاما ، رئيس لأركان جيش البر منذ 2002) في لحظة تاريخية فارقة رسم اسمه بأحرف ذهبيّة ، سعى الرئيس السابق الى إقالته لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين والمحتجين ومحاولة جنوده حماية المتظاهرين من الشرطة وأعوان الأمن وتمسّك باحتضان ثورة الشعب ورغبته الجامحة في التغيير ، أصدر تعليماته الصارمة في المساهمة الجادّة في إيقاف عصابات النهب والقتل والتخريب. يوم 14 جانفي صباحا وحين كانت آلاف الجماهير وسط العاصمة وفي كامل مناطق البلاد تحتجّ وتُطالب بالتغيير ورفع الظلم واستعادة الحريّة والكرامة تحوّل الجنرال رشيد عمّار إلى قصر قرطاج وبعد مُحاولات عديدة أمكن له لقاء الرئيس بن علي وخاطبه (بحسب مصادر مطّلعة):«لقد انتهيت Tu es fini» وطالبه بالتنحّي عن الحكم. ومثلما كان الجنرال رشيد عمّار حاضنا لانتفاضة «البوعزيزي» بقدر ما كان رافضا للمسك بالحكم وتوليه وحريصا على حماية الدستور والنظام الجمهوري، ومن المؤكّد وعملية الإصلاح والتغيير تجري حاليّا بنسق سريع أنّ قائد الجيش التونسي لم يكن منبهرا ب «كرسي الحكم» أو منطق الانقلاب العسكري، وهذا ما يُحسبُ لهذا الرجل الّذي يُعرفُ دائما بابتسامته العريضة وتواضعه العجيب.