بعد نومها الهادئ في هدوء واستتباب للأمن تحت أعين الجيش الوطني وحراسة اللجان الشعبية عادت الحياة في مدينة القيروان الى نبضها في الشوارع منذ فجر أمس الثلاثاء ورغم ان المخابز عادت الى نشاطها كما عادت المقاهي وسائر المحلات والإدارات العمومية وتواصلت التعاملات المالية والتجارية، فإن المسيرات الشعبية لم تتوقف حيث عادت الى الشارع مظاهرات شعبية شارك فيها الآلاف من المواطنين شبانا وكهولا ونساء وأطفالا. وقد انطلقت المسيرة الاحتجاجية من ساحة اتحاد الشغل وجابت عدة شوارع وأنهج رافعة شعارات منددة بتواصل حكم بقايا الحزب الحاكم (التجمع) مطالبين برحيل جميع الوزراء التجمعيين ومعبّرين عن رفضهم للتمثيل الهزيل للأحزاب المعارضة ورافضين لما ورد في خطاب وزير الداخلية احمد فريعة في خطابه الذي ضخم فيه الخسائر ولم يشر الى المتسببين فيها بشكل مباشر وهم عصابات الميليشيا حسب قول المتظاهرين. وقد شارك في المسيرة الشعبية الألفية فرع عمادة المحامين وفرع رابطة حقوق الانسان والاتحاد الجهوي للشغل وعدد من الفنانين من مسرحيين وشعراء رفع فيها النشيد الوطني التونسي وتوقفوا في ساحة الشهداء بالقيروان مطالبين برحيل التجمع وتغيير الدستور معربين عن تشبثهم بخيار الاعتصام حتى يحصل الشعب على حريته الحقيقية بعيدا عن أنصاف الحلول. وقد تواصلت الاعتصامات امام مقر الاتحاد منددة بأداء وسائل الاعلام وما تبثه من تخوّفات وأخبار غير دقيقة. مدينة نشيطة اما في ما يخص الاسواق والمحلات فقد لوحظ تكدس السلع من خضر وغلال ولحوم وتوفّر الخبز بشكل مضاعف عما كان عليه الامر خلال فترة الطاغية المخلوع. كما استأنف الأنشطة البلدية واشغال الصيانة والبناء واشتدت حركة المرور واستئناف النقل العمومي من حافلات وسيارات أجرة نحو مختلف معتمديات الولاية. وتمكنت البنوك وإدارات البريد من صيانة اجهزة توزيع الأوراق المالية واستأنف انشطتها المالية ومختلف الخدمات وسحب المرتبات والمنح الجامعية للطلبة. وعاد عدد كبير من الموظفين الي مقرات عملهم وعادت دوريات شرطة المرور لتنظيم عملية السير. من جهة ثانية تواصلت مطاردة الجيش التونسي لفلول العصابات المخربة التي تأكد انها تابعة ميليشيا الرئيس المخلوع وتبيّن ان بعض أعوان الزمن بالقيروان متورطون فيها. كما تمكن الجيش الوطني من احباط عمليات هروب وتهريب السجناء بالسجنين المدنيين بالهوارب والقيروان أصيب خلالها بعض السجناء والمشتبه فيهم. وواصلت لجان الأحياء حراستها ومراقبتها للشوارع والتنسيق مع قوات الجيش التي أقامت حواجز ونقاط مراقبة وتفتيش ولايزال الى غاية أمس الثلاثاء يسمع دوي الرصاص يهزّ أرجاء المدينة.