في حين تتواصل المسيرات الجماهيرية السلمية المطالبة بالتنمية العادلة و المنددة بالفساد و المطالبة برحيل بن علي و جماعته تظهر من جهة أخرى عمليات نهب وحرق تقوم بها جهات مشبوهة في غياب مريب لقوات الامن. من جهة أخرى يتواصل سقوط القتلى و الجرحى في كل المدن تقريبا و أحصت الفيدرالية العالمية لحقوق الإنسان سقوط 58 شهيدا في حين تشير مصادر نقابية إلى سقوط أكثر من 76 شهيد إلى حد ألان ويبقى الرقم مرشحا للارتفاع نظرا لعديد الإصابات الحرجة هنا و هناك. في مدينة المنستير و أمام رفض الاتحاد الجهوي للشغل تبنى الدعوة للتجمع دعت نقابة التعليم الأساسي و الثانوي إلى تجمع سرعان ما تحول إلى مسيرة حاشدة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة مرددة شعارات تطالب برحيل بن على و لم تسجل المسيرة أي احتكاك مع قوات البوليس. من جهة أخرى انطلقت مسيرة شبابية تظم عناصر غريبة عن المدينة و أشعلت النار في عدد من المحلات التجارية و كذلك في ممتلكات العناصر القريبة من السلطة ثم اتجهت نحو منطقة الشرطة بالمنستير حيث رشقتها بالحجارة و تقع ألان اشتبكات عنيفة بين عدد من الغاضبين و قوات الأمن و قد تم حرق المعتمدية و لجنة التنسيق و عددا من المنشات. و في مدينة المكنين و على اثر وفاة احد المنتحرين خرج المئات من الشباب في مسيرة ما زالت متواصلة إلى حد الان. و تشهد مدينة الحامة اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن و الشباب الغاضب الذي حاصر منطقة الأمن بالمدينة و قد أطلقت قوات البوليس الرصاص الحي بكثافة مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى على الأقل من بينهم الشاب جمال ترجمي كما سجلت عديد الإصابات. في مدينة قابس و بعد يوم من المواجهات الدامية ليلة البارحة شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة فيما تشهد بعض أحياء المدينة مواجهات لا زالت مستمرة. وفي العاصمة و رغم فرض حالة الطوارئ وقعت اشتباكات عنيفة بين الشباب الغاضب و قوات الأمن في حي الزهور، الزهروني، الملاسين ،السيجومي، جبل الأحمر، منوبة ،وادي الليل، الانطلاقة، قصر سعيد، التضامن، العمران الأعلى، حي بن خلدون، الكبارية، بومهل ،حمام الأنف، المدينةالجديدة ،الوردية ،لاكانيا ،المروج ،العوينة، سكرة ،الكرم، بحر الأزرق، قرطاج و حي بوسلسلة بالمرسى. وتواصلت الاحتجاجات اليوم في حي التضامن اثر تشييع جنازة احد الشبان الذي سقط صريعا برصاص البوليس خلال احتجاجات ليلة الأربعاء و قد حاولت قوات البوليس منع المشيعين مستعملة الرصاص المطاطي إلا أنهم استطاعوا مواصلة طريقهم ورجعوا من المقبرة في مسيرة احرقوا خلالها معتمدية حي التضامن و قصر البلدية . و في حي التحرير سُمع إطلاق كثيف للرصاص كما سُمعت سيارات الإسعاف و لم نتمكن إلى حد الآن من معرفة عدد الإصابات. و قالت مصادر نقابية لراديو كلمة ان الكثير من المحلات و المؤسسات تشتعل ألان في لافيات فيما انطلقت مسيرة ضخمة في باب الخضراء. من جهة أخرى علمنا من مصادر إعلامية أن قوات الجيش انسحبت من العاصمة صباح هذا اليوم و تركت مكانها لقوات الأمن و الحرس الوطني فيما اعتبره ملاحظون عدم ثقة في الجيش و تخوف من احتمال سيطرته على المراكز الحساسة. و في مدينة سوسة خرج النقابيون في مسيرة سلمية انظم إليها المحامون ووصلت لأول مرة إلى شارع باب بحر ورددت النشيد الرسمي و الشعارات المنددة بسياسات بن علي وسط مراقبة أمنية دون أن تسجل أي تدخل. في صفاقس تواصلت المواجهات عنيفة بين الشباب الغاضب و قوات الأمن في حي البحري و حي المعز و الحفارة و حي الحبيب و أدت المصادمات إلى إصابة حوالي أربعة عشر شابا إضافة إلى وفاة الشاب عمر الحداد . من جهة أخرى حوصر مقر الاتحاد الجهوي بالشغل بصفاقس بقوات هامة من الأمن معززا بالمدرعات وما زال العشرات من النقابيين محاصرين إلى حد الساعة داخل مقر الاتحاد. وقد علمنا أن قوات الجيش أعلنت عبر مضخمات الصوت عن فرض حالة الطوارئ و حضر التجول. من جهة أخرى دخل عدد كبير من السجناء في إضراب جوع مفتوح من اجل المطالبة بتحسين ظروفهم السجنية. في مدينة جبنيانة أفادتنا مصادر نقابية أن ميليشيات التجمع هاجمت صباح اليوم مقر القباضة المالية و نهبت منها كميات كبيرة من التبغ و الذهب و المال دون أن تتدخل قوات البوليس لمنعهم أو التصدي لهم. في قفصةانسحبت قوات الأمن من كافة مدن ولاية قفصة لتترك المجال أمام الميليشيا الحزبية للتجمع لممارسة عملية نهب و تخريب واسعتين. من جهة أخرى حاصرت قوات كبيرة من البوليس بالزى المدني مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة حيث يعقد الاتحاد هيئة إدارية جهوية و أطلق قنابل الغاز و الرصاص الحي تجاه النقابين المتجمعين أمام مقر الاتحاد. و في مدينة منزل جميل تدور اشتباكات عنيفة بين مجموعات من الشباب الغاضب و قوات الأمن التي استعملت قنابل الغاز بكثافة فيما أشعل المواطنون النار في الإطارات المطاطية. و في مدينة القصرين نظمت عدد من المسيرات السلمية كما تشكلت منذ ليلة البارحة عدد من اللجان الشعبية تظم متطوعين لحماية الممتلكات الخاصة و التصدي لمحاولات التخريب التي تقوم بها الميليشيات التجمعية،كما قام عدد من الشبان باستعمال معدات البلدية لتنظيف شوارع و انهج المدينة. و في مدينة جرجيس أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق الشباب المحتج الذي احرق جميع مراكز الأمن بالمدينة و مقرات الحزب الحاكم، وعلمنا من مصادر نقابية ان الشاب أيمن مرعي -27 عاما- و بيرم المستوري -19 عاما- قتلا برصاص البوليس فيما جرح ثمانية آخرون إصابتين في حال الخطر.