تتواصل المسيرات و المظاهرات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة في عدد من مدن الجمهورية ، كما شهدت عدد مناطق البلاد محاولات للاعتداء على مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اتهم الميليشيات الحزبية ببث الفوضى و محاولة إجهاض الثورة، من جهة أخرى تواصلت العمليات الانتقامية ضد ممتلكات رموز عائلة بن على و القريبين منه و المتورطين في الفساد حسب المتظاهرين. ففي مدينة جندوبة التي شهدت تنظيم إضراب عام بدعوة من الاتحاد الجهوي انتظمت مسيرة حاشدة ضمت المعلمين و الأساتذة والتلاميذ ورفعت فيها الشعارات المنادية بإسقاط الحكومة المؤقتة وحل التجمع الدستوري الديمقراطي ، وسجل مراسلنا وقوع بعض المناوشات بين عدد من النقابيين و بعض المواطنين الذين اعتبروا أن الاتحاد يزج بأبنائهم في صراعات سياسية في حين تتهم أطراف نقابية أن المعارضين للتمشي النقابي هم من الميليشيات التجمعية التي تسعى لإثارة البلبلة للالتفاف على الثورة. من جهة أخرى علمنا أن الاتحاد الجهوي للشغل كون لجانا جهوية و محلية لحماية مقراته ممن اعتبرهم ميليشيات تجمعية. و في مدينة غار الدماء انتظمت مسيرة حاشدة توجهت عبر الشوارع الرئيسية إلى دار الشباب التي تم الإعلان عن تحويلها مقرا للاتحاد المحلي للشغل، كما توجهوا إلى مقر المعتمدية وطالبوا بطرد المعتمد الذي اتهموه بالفساد المالي و الإداري ، وتكفل الجيش بهذه المهمة و تم طرد المعتمد في ساعة متأخرة. في مدينة فرنانة تم حرق ست محلات تجارية تابعة للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي استولى عليها من الدولة حسب عدد من المواطنين و قد تم إحراقها بالكامل. و في مدينة باجة تواصلت الاعتصامات أمام المؤسسات العمومية مثل الشركة التونسية للسكر و الاتحاد الوطني للتضامن الاجتماعي الذي شهد تجمع المئات من المواطنين للمطالبة بمساعدات مالية وغذائية كانت السلطة وعدت بها و تم توزيع بعض المواد الغذائية على الفقراء فيما اُجل توزيع الأموال إلى حين تامين المكان من الجيش الوطني خوفا من عمليات نهب متوقعة. كما تم الهجوم على مزرعة رئيس اتحاد الفلاحين مبروك البحري الواقعة في برج حمدونة و تم نهب مجموعة من الأبقار وقد استنجد مالكها بالجيش الوطني الذي وضع يده على الضيعة و منع مبروك البحري من التصرف فيها إلى حين البحث في حقيقة ملكيتها. و في مدينة صفاقس نظم الاتحاد الجهوي الذي دعا إلى إضراب عام تجمعا ضخما تحول إلى مسيرة فاق عدد المشاركين فيها حسب تقديرات نقابية الخمسمائة ألف متظاهر رفعوا شعارات تنادي بإسقاط الحكومة المؤقتة و حل التجمع الدستوري. كما انتظمت في مدينة نابل التي شهدت هي الأخرى إضرابا عاما مسيرة شارك فيها التلاميذ و الأساتذة و المعلمين مطالبين بإسقاط الحكومة و محاربة الفساد والقطع مع رموز العهد البائد واحتج عدد من فلاحي ولاية زغوان من أمام مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري مطالبين مكتبه التنفيذي بالتنحي ولازالت عمليات الحرق للضيعات الفلاحية الكبرى متواصلة خاصة بمنطقتي بوعشير وعين الصابون احتجاجا على طريقة إسناد الأراضي الدولية باعتماد الرشوة والمحسوبية بولاية تمثل فيها مساحات الاراضي الدولية نسبة 55 بالمائة من مساحتها الجملية كما طالب مواطنون من منطقة الزريبة بتنحي المجلس البلدي الذي يرأسه شخص واحد على امتداد 4 دورات متتالية مستغلا علاقاته مع احد أقارب الرئيس المخلوع. كما جابت مسيرات الشوارع الرئيسية لمدينة زغوان بمشاركة تلاميذ للمطالبة بسياسة تشغيلية قادرة على استيعاب حاملي الشهادات العليا بنسبة مرتفعة. وفى توزر نفذ عملة مؤسسة متخصصة في صناعة الملابس الجاهزة اعتصاما للمطالبة برواتبهم ولتحسين أوضاعهم المادية فيما تظاهر عملة القطاع السياحي من بينهم عدد من المسرحين الذين لم يحصلوا على حقوقهم المادية والمعنوية إلى جانب تسجيل اعتصام مهندسين للمطالبة بإسقاط عمادة المهندسين. وتجمع عدد كبير من حاملي الشهادات الجامعية وخصوصا من حاملي شهادة الأستاذية أمام مقر المندوبية الجهوية للتربية بتوزر و طالبوا بحقهم في التشغيل وإلغاء مناظرة /الكاباس/. وخرجت بعدد من مدن ولاية قبلي مسيرات سلمية تضم عددا من تلاميذ المعاهد الثانوية والمدارس الابتدائية بالجهة إلى جانب أوليائهم طافت ابرز شوارع هذه المدن رافعة شعارات تدعو إلى إسقاط الحكومة والى حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي وتنحي منتسبيه عن تشكيلة الحكومة الحالية. وفي ولاية سيدي بوزيد خرج أعوان قصر العدالة وإدارة الملكية العقارية وأعوان المالية في مسيرة احتجاجية تطالب بحل الحكومة وتسوية وضعياتهم المهنية والاجتماعية. كما اضرب موظفو وأعوان المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد وتعطلت الدروس ببعض المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بسبب تغيب التلاميذ. و نظم أعوان العدلية التابعين لدائرة الاستئناف بولاية مدنين إضرابا ومسيرات سلمية صامتة توقفت عند مقر الاتحاد الجهوي للشغل رفعوا فيها شعارات إسقاط الحكومة الوطنية ورموز الدكتاتورية و في المنستير خرج تلامذة المعاهد الإعدادية و الثانوية والنموذجية في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة منادية بإسقاط الحكومة ، كما اعتصم كتبة المحاكم أمام المحكمة الابتدائية بالمنستير للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية. من جهة أخرى شهدت ساحة الاتحاد الجهوي بالمنستير مشادات بين العشرات المواطنين المعروفين بعلاقاتهم بقيس بن علي و حشاد مليكة أقرباء الرئيس المخلوع و عدد من النقابيين و قد هددت عناصر الميليشيا بإحراق مقر الاتحاد و الانتقام لما أسموه خيانة الاتحاد للشعب التونسي ومحاولة إغراق البلاد في الفوضى . و في مدينة الكاف اعتصم المئات من عمال المناولة الذين طالبوا بتحسين ظروفهم المعيشية كما انتظمت عدد من المسيرات نظمها الاتحاد الجهوي للشغل الذي أعلن الإضراب العام . وطالب المتظاهرون بإسقاط الحكومة و في قفصة وبعد الهجمة التي تعرض لها مقر الاتحاد الجهوي للشغل يوم الثلاثاء تجددت المناوشات أمس الأربعاء بين عدد من المتهمين بكونهم من ميليشيات التجمع و النقابيين وهو ما حدا بالجيش الوطني للتدخل و المطالبة بإخلاء المقر. ميدانيا لم تسجل تحركات احتجاجية كبرى باستثناء بعض المسيرات التلمذية المطالبة بحل الحكومة . وفي مدينة المضيلة تصاعدت وتيرة الاحتجاجات حيت انتظمت مسيرات منددة بالحكومة الحالية وسجلنا عديد الوقفات الاحتجاجية لعمال شركة الفسفاط مما تسبب في تعطيل الإنتاج. و في مدينة القيروان التي عاشت على وقع الإضراب العام نظمت مسيرة حاشدة شارك فيها أكثر من خمسة عشر ألف متظاهر حسب مصادر نقابية طالبوا بإسقاط الحكومة و حل التجمع و توجهت المسيرة إلى مقر الولاية حيث طالبوا الوالي بالمغادرة . و قد علمنا أن الوالي وعد وفدا نقابيا بالاستقالة و التنحي.