ما جرى في تونس لا يستهان به وقدّم لنا وللآخرين دروسا بالجملة أوّلها أن التونسي شجاع وأن شعبنا متضامن بحق وأن الفرد فيه يحب المجموعة ويضحي من أجلها على عكس ما كان مترسخا في مخيلة أكثر من طرف بأننا مشتتون ولا يهتم الواحد منا بأمر أخيه... شخصيا عشت طوال هذه الفترة في قلب الحدث ومعي «الزرواطة» (العصا الغليظة) التي ترافقني خاصة في الليل إبان «العسة» على ممتلكات «الحومة» وأعني بها منطقة «كركر» أولا التي بقيت فيها أياما لكنها كانت «رايضة برشة» (يضحك ...) فتحولت إلى «حومتي» الثانية وهي شط مريم التي نسهر كل مساء صحبة المواطنين هناك على حمايتها وحماية كافة أحيائها بالتنسيق مع بقية المواطنين عبر الهاتف الجوال.. وهنا أود أن أشكر الأخ عماد (صاحب مقهى) لأنه ساهم بقسط وافر في إنجاح هذه السهريات الخاصة بحماية الأهالي لتوفيره يوميا المأكولات والمشروبات اللازمة لكل أفراد المجموعة أما ندائي الأخير فيخص الشعب التونسي الذي أدعوه إلى حماية هذه البلاد الرائعة لأنها أمنا جميعا فلا لنهبها ولا للاعتداء على ممتلكاتها مع التمنيات بأن تستعيد بلادنا هدوءها واستقرارها...