وماذا؟ لقد كتبت إلي تلك المرأة التي تلقب بأم إياد رئيسة جمعية الكرامة من أجل الشعب. وماذا كتبت؟ اسمع يا أستاذ عبد العظيم. لقد كتبت لي تقول في حوار مخيل هو التالي: حوار بين طفل تونسي وأبيه دار عام 2022 »الطفل: بابا..بابا..اليوم قرينا على ثورة وقعت في تونس عام 2011وقرينا ديقاج بن علي/ ارحل بن علي. الأب) بكل فخر: (إي. إي.نتفكرها. ماني شاركت فيها...أيام ما تتنساش! كنا الكل يد واحدة وكلمة واحدة وصوت واحد: »آرسد« ديقاج/ »التجمع« ارحل. وأيامات العسة كنا كلنا: المعلم والعامل والأستاذ والطبيب والفلاح والكلوشار نعسو مع بعضنا. الطفل: ما لا آش كونهم اللي يحكمو فينا توه؟ الأب: تي أسكت ماهو.. ماهو أنت ما زلت صغير ما تفهمش...الله غالب ما نجمناش انكملو الثورة...اما راهو معذورين على خاطر تلهينا في الإسلامية والعلمانية والماسونية والبهائية وهات من ها اللاوي وزيد العام كان سخون برشة. الطفل) بكل براءة: (ومصر ما جاهمش سخون الصيف عامتها؟ الأب: يا أخي آش بيك شديت في التاريخ أنت؟ بره راجع الحساب وإلا الجعرافيا خير لك. واقعد عاقل توة انهزك لمقبرة بورقيبة. الطفل: لا. لا. هزني لمقبرة المبزع والسبسي راهي أكبر وأزين«. انتهى كلام أم إياد. فقلت لعبد العظيم: وما رأيك الآن يا أستاذ عبد العظيم؟ فقال: ويوم الثورة إن هذا الطفل لنابغة. لكن يا ثقيف ترى كيف عرفت أم إياد بهذا الحديث وهو من المفروض أنه لم يقع بعد؟ فاجبته: يا أستاذ.. يا أستاذ! إنس المنطق مرة. وانس القضايا والوظائف وتحصيل الحاصل والمصادرة على المطلوب وغيرها من مبادئكم. فهذا أدب.. فهذا خيال.. فهذا إبداع. فرد عبد العظيم : لكنه صحيح صحة المنطق. لكن قل لي بمنّك يا ثقيف لماذا لا نكمل الثورة؟ فقلت: لأنه عندنا السحر الساحر والبلسم الشافي ألا وهو التوافق. فرد عبد العظيم حانقا: أنا لم يتفقوا معي ولا مع أم اللل ولا مع خديجة بنت العكري وحتى مع الطالبة إلهام والمعلمة سهام والأستاذة أحلام ولا مع القرية كاملها. لم يأتنا أحد ولم يشاورنا أحد. فقلت: البركة في الفرسان الأربعة. جعفور بن نمور صاحب ريق العسل والحماة ونجوب بن نجوب الذكي من بطن أمه وبرهوم صاحب الصوت المخنوق الذي إذا تكلم به ضاع في قاع حلقه ورشود أبو العود الذي عاش في المملكة المتحدة عشرين سنة فلم يتعلم شيئا من الأنقليز في حين فولتير عاش عامين فحسب فتعلم اللغة الأنقليزية وكتب بها كتابه الرسائل الفلسفية الذي غير به مجرى الحياة الفكرية والسياسية في فرنسا في القرن الثامن عشر . فقال عبد العظيم: لا فض فوك يا أم إياد! لقد ضيعت الصيف اللبن. أنا ذاهب لإكمال الثورة. وتركني عبد العظيم وطار يسابق الريح وأنا أردد: الشيء إذا وقع مرة كان مأساة وإذا تكرر بات ملهاة. لقد أسسنا بشكل باطل في الاستقلال فأدى بنا ذلك إلى ما أدى بنا اليوم. وها نحن نؤسس مرة أخرى بعقلية العصابة المتلونة تلون الحرباء. فمرة زرقاء. ومرة حمراء. ومرة خضراء. وكذا دواليك.. وبشكل أبطل من الباطل نفسه وأفسد من الفاسد نفسه. مما سيؤدي بنا إلى أن نكون فعلا ضحكة أحفادنا وضحكة العالم...لا فض فوك فعلا يا أم إياد. لا فض فوك يا أم إياد.