على امتداد الشوارع التي تتركز بها قوات الجيش الوطني أكثر ما يشدك في هذه الفترة التي بدأت البلاد تسترجع فيها أمنها واستقرارها وحركتها الطبيعية باقات الورود التي تزين الدبابات وفي ذلك أكثر من معنى. المواطنون يحرصون كذلك على مصافحة قوات الجيش وتقبيلهم ومعانقتهم وأخذ الصور التذكارية معهم بصفة عفوية. ومثل هذه المشاهد تكشف بوضوح عودة الاعتبار الى هذه المؤسسة العسكرية اذ لعبت دورا مهما في اعادة الأمن والاستقرار واحتواء غضب الشارع وحماية مصالح البلاد والعباد. كما تناقل العديد من التونسيين عبر الموقع الاجتماعي ال«فايس بوك» بعض المشاهد التي تثبت متانة الصداقة والعلاقة التي تجمع قوات الجيش الوطني والمواطنين على امتداد كامل هذه الانتفاضة الشعبية أو كما يحلو للبعض تسميتها بثورة الياسمين. ويتكون الجيش الوطني التونسي من 50 ألف جندي تتركز مشاركاته في مهمات مدنية والمساعدة خلال الكوارث الطبيعية ومهمات حفظ السلام تحت غطاء الأممالمتحدة أغلبهم ينتمون الى فرقة المشاة بحوالي 37 ألف جندي اضافة الى القوات البحرية (تتكون من حوالي 4.500 جندي) وأخرى قوات جوية. اضافة الى الجيش الوطني يوجد جنود آخرون من رجال اللجان الشعبية التي سهرت على حماية ممتلكاتها الخاصة طوال فترة الانتفاضة متحدية رصاصات ميليشيات الرئيس المخلوع وقساوة الطقس البارد وعملت بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني على اعادة الاستقرار والأمن. ولا يمكن أن نتغافل عن حجم دور الأطباء داخل المستشفيات التي في وقت من الأوقات عجزت عن استيعاب الجرحى والقتلى خاصة أنها لم تتعود على مثل هذه الاحداث وتجند الاطباء والممرضين وبعض المتطوعين لتقديم الاسعافات والخدمات الطبية اللازمة مما ساهم في التقليص من عدد ضحايا وشهداء الثورة. فتحية تقدير واحترام الى كل هؤلاء وباقة ورود توشح صدورهم.