أيمن المرعي المولود في 27 أفريل سنة 1982، مهنته عون استقبال باحدى المؤسسات السياحية الجديدة. منذ أربع سنوات عرف في حيه بالخصوص وفي جرجيس عامة بدماثة أخلاقه يمارس واجباته الدينية هو وحيد أسرته، ولد بعد انتظار دام 12 سنة وهو المولود الأول وهو الذكر الوحيد مع شقيقته. خرج يوم 13 جانفي 2011 كبقية الشباب الى وسط المدينة لاحتساء قهوة، فترك قهوته بلا سكر كالحنظل في حناجر من فارقهم الى الأبد. أصيب أيمن بطلقة نارية ومن الرصاص الحي كانت مركزة جدا على مستوى رقبته في الجهة اليسرى أدت الى نزيف حاد لفظ اثره أنفاسه الأخيرة بعد أن هرع به أصدقاؤه الى المستشفى الجهوي بجرجيس محاولة منهم لانقاذه صحبة الفريق الطبي. إلا أن المحاولات باءت بالفشل. كل هذه التفاصيل رواها لنا عمه وجده الصادق عبيشو لم نتمكن من الحديث الى والديه عبد الوهاب مرعي وعائشة جمهورية عبيشو اللذان يمران بحالة نفسية رديئة جدا وخاصة والدته التي لا يفارقها الا متى كان في عمله، انطلقت مبكرا في الاستعداد لحفل زفافه فكل المستلزمات تم شراؤها لفرحة العمر المبرمجة ليوم 24 جانفي 2011، الكل يسوق لنا هذه التفاصيل بحرقة ولوعة والأعين تذرف دمعها خالته زينب وعمه عادل مرعي الذي كان كما أكد على ذلك عديد المرات «أيمن ابني وصاحبي وكل تفاصيل حياتي مشى أيمن وماناش بلاش نسكتو علي قتلوه، صحيح قضاء وقدر ولكن لن نسكت ما حاجتناش بفلوس حاجتنا بلي قتل أيمن» شقيقته وأصدقاؤه الكل في حالة فزع وكأنهم لم يصدقوا بأن أيمن رحل، رحل الشهيد أيمن وترك حديقته التي شجرها زيتونا فالزيتونة رمز للبقاء والسلام ولئن رحل أيمن شهيدا فسيظل في القلب ساكنا فهو واحد من ا لذين أعادوا الى تونس كرامتها وكبرياءها بعد ما يزيد عن ثلاثة عقود من الصمت والخذلان. تنقلنا الى عائلة الشهيد بيرم بن محمد المزطوري المولود بتاريخ 09 أكتوبر 1992 تلميذ بالسنة السادسة ثانوي بشعبة التقنية استقبلتنا والدته سعاد بنت محمد ضو لتحدثنا بلوعة وحرقة وقالت ان ابنها خرج صبيحة 13 جانفي 2011 للقيام بساعة تدريب في السياقة محاولا استغلال العطلة المدرسية الا أن خروجه من منزله كان دون عودة أصيب بطلقة نارية كانت أيضا مركزة، بيرم كان يعد نفسه للحصول على شهادة الباكالوريا في العام المقبل والسفر الى الخارج لاتمام دراسته الجامعية كان يتطلع لمستقبل أفضل لذلك ظل يحاول السفر الا أن سفرته هذه المرة الى خالقه كانت دون عناء رحل بيرم ليترك والدته وحيدة دون أنيس أو جليس عزاءها الوحيد في ذلك صوره ورائحة أنفاسه في ملابسه وفي غرفته.