كنت تساءلت في مقال سابق «هل مازال بن علي يحكم؟». اليوم اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن زبانية المخلوع بن علي الذي مازال أعضاء الحكومة يحترمونه ولم يذكره واحد منهم بسوء يديرون البلاد باسمه رغما عن الشعب فهل من المنطقي أن ترحل الحكومة ويبقى الشعب أم يرحل الشعب وتبقى حكومة منبوذة من الشارع؟ إنّ الذين قطعوا بث «حنبعل» هم بقايا وزبانية بن علي، وهم رموز التيّار الاستئصالي المعتمد على الحلول الأمنية... أنا لا أنزّه صاحب القناة فهو واحد من المشتبه بهم والقضاء هو الذي سيفصل في أمره. إن سياسة التخويف والتركيع التي جرت هي التي غيّرت مسار «حنبعل» بعد الإيقاف حيث ظهر وليد الزراع خائفا مضطربا وكأنه يقول لزبانيته الذين خوفوه «فهمتكم»! وبعدها تغيرت لهجة القناة ويبدو أن «الخوف يعلم السبڤ»! قرار إيقاف حنبعل قبل إعادة تشغيلها جاء بعدما تجرأت هذه القناة لأجندة لا نعرفها على الدخول في «المحظور» حيث برهن بوعبدلي على أن الرئيس المخلوع كان مجرد «مافيوزي» يذكرنا بتلك الدمية الإشهارية التي حفظ عنها الشارع عبارة «تقسم» التي تنطقها «تقثم» (بحرف الثاء)... هذا المافيوزي كان شعاره: أي (fifty-fifty). خمسون / خمسون أي النصف بالنصف! وهو شعار المافيا وقطاع الطرق... ثم جاءت مداخلة الطاهر بلخوجة الملقّب ب«الطاهر بوب» في إشارة لارتباطه بأجهزة القمع ليشرح بعض تفاصيل الحالة المرضية الاستبدادية لهذا الإرهابي (بن علي). ويبدو أن زبانية النظام الفاسد مازالوا متنفذين والدليل أنهم هبّوا وخوّفوا «حنبعل» فعادت إلى «الجادة» لأن مس الطاغوت الأكبر خط أحمر... فلتشتموا الطرابلسية وكل الأزلام أما «هُبل» فلا يجوز الاقتراب منه! إن إعلام بن علي مازال نافذا في الصحف والتلفزيونات والقناة الرسمية التي تريد إيهامنا بأنها تغيرت ونحن نعرف... وعلينا ألا نغفل عن المتصهينين ومن والاهم وقد كان بن علي واحدا من أخلص أصدقاء العدو الصهيوني ويوم فرّ الطاغية قال ناتانياهو «فقدت صديقا!». وفقد «اليتامى» حاميا وأعوانا كانوا ينفذون أوامرهم... كان لعبد الوهاب عبد الله زبانية وكان لعبد العزيز بن ضياء زبانية هم اليوم مثل اليتامى لكنهم مازالوا متفائلين بعودة أسيادهم وفي انتظار ذلك يحاولون الذود عنهم وتشتيت الأنظار كسبا للوقت في انتظار «لعلّ». وحتى نتأمل المشهد الإعلامي نلاحظ الحديث بصيغة الماضي وعن فساد الطرابلسية والتلهي ببعض القشور... وهي محاولة من هؤلاء لتهميش الأمر وإبعاد الضغط عن رموز الحكومة الذين تجمهر الشارع ورفضهم... بن علي مازال يحكم البلاد وأعوانه مازالوا ممسكين بدواليبها... يمارسون «التقية» حتى تمر الأزمة أو «العڤبة» كما يحلو للبعض تسميتها أما الشعب فلن تنطلي عليه هذه الخزعبلات وسيظل صاحيا حتى يصبح سيد نفسه بعيدا عن المافيات و«يتامى» بارونات الفساد!