في عمق ريف معتمدية تستور من ولاية باجة وفي منطقة لا حياة فيها لمن تنادي ولانعدامها من السكان وحتى من أثر الحيوانات البرية إلا من الأفاعي والعقارب وفي بقايا منطقة أثرية مهجورة تنتصب زاوية منسية تعرف بسيدي «الرْبيّب» ولا أحد يعرف إن كان هذا الاسم تصغيرا للرّبيب أو للربّ إلى أن برزت ربّة قصر قرطاج ليلى الطرابلسي على الخط حتى صار سيدي «الربيب» ربّا تعبده جحافل المسؤولين من قمتهم إلى قاعدتهم وتقبّل أحجاره ولا تطلب منه شيئا سوى مرضاته عليهم وكيف لا يكون ربّ الجماعة وهو جد ليلى الطرابلسي التي قرّرت أن تقيم في تلك الزاوية حفل ختان ابنها محمد بن زين العابدين بن علي والمرشح للخلافة بعدها طبعا على عرش الحكم في تونس وكان لا بد أن يكون فضاء سيدي «الربيّب» هذا لائقا بختان ولي العهد معنى ذلك أن تتحول تلك الزاوية المهجورة والمتداعية للسقوط والمحاطة بخراب أثري مسموم ومملوء بالعقارب والأفاعي إلى نزل من صنف خمسة نجوم وفعلا كان الأمر كذلك إذ تم بعث حضيرة ب130 عاملا ورصد الاعتمادات اللازمة للغرض وتم دفع 108 الاف دينار من الحكومة السابقة مع تسخير معدات وأعوان وإدارة التجهيز والغابات و«الستاغ» والحماية المدنية للغرض وانتصب كل مسؤول في نطاق مهامه «شاف شانطي» هناك في «ضمانة سيدو الربيب» فيما تفرغت وزيرة التجهيز انذاك السيدة سمير خياش لمراقبة سير الأشغال على عين المكان إلى أن تحولت الزاوية فعلا إلى نزل أميري ربوبي، فمن يكون سيدي الربيّب هذا؟ في تستور هنالك من يدعي أنه يهودي من تستور اعتكف بتلك المنطقة الأثرية حيث وجد فيها بقايا الديانة اليهودية أما ليلي الطرابلسي فتقول إنه جدها وبالتالي لا غرابة إن كانت هي «ربيبة».