«يا عبد اللّه يا وليد حسين يا ساكن قبلة باجة..» هكذا غنى ونادىوشطح الهادي حبوبة وفعل الآلاف قبله وبعده. وعلى عبد اللّه بن حسين هذا حبّس الباي حسين بن علي هنشير القناديل بأحواز مدينة باجةالشرقية بعدما «وقف عليه» في المنام وهدّده بما لا يحمد عقباه. هكذا تقول حجة التحبيس في دفتر الأحباس بأرشيف الولاية. أما سيدي «الربيب (الساكن قبلة تستور) والذي تحدثت عنه سابقا فحبّس عليه زين العابدين على 100 ألف دينار «رزق البيليك» بدعوى أنه «وقف عليه» في المنام وقد صرح بذلك لرجال باجة الذين حضروا معه الجلسة الممتازة للمجلس الجهوي. وقد حوّل هذا المبلغ الذي كان مدعوما من عدّة أطراف مركزية مسؤولة مقام «سيدي الربيب» الذي كان مجرد «خربة» مهجورة الى قصر يستمد عمرانه وهيبته من قصور الطرابلسية وأولاد علي في الحمامات وسوسة وعين دراهم. وإذا كان عبد اللّه بن حسين معروفا في باجة والجمهورية فمن يكون سيدي الربيب لا أحد يعرف عنه شيئا سوى أنه مزار لبعض الطرابلسية بالمنطقة ومنهم ليلى الطرابلسي التي أدت له زيارة وذبحت في مقامه كبشا أسود «ما فيه أمارة» وتيسا كامل الأوصاف أحمر وقامت بطقوس تعبدية في خفية من الحضور من الوفد الذي رافقها في زيارة سيدها الربيب الذي تكاثرت الروايات حول هويته. فهناك من يقول إنه تصعير لكلمة ربيب وهنالك من يقول إنه تصغير لكلمة الرّب. وهنالك من يصر على أنه تصغير لكلمة الرّبّى وهو أمر يرفضه المعتقدون فيه. وهكذا يبدو أن الحكم عند أولاد علي من حسين بن علي الى الزين بن علي يقوده الدراويش بجلد الحرباء والفاسخ والفيسوخ لكل ماهو حق وعدل وأخلاق وأنهم يتعاملون في اليقظة مع الشياطين وفي النوم مع الأولياء الصالحين. فكيف لا يكون زين العابدين بن علي مريضا من «تحت يديهم» وما أدراك ما أياديهم التي تجاوزت الأرجنتين إنهم الشياطين.