كشف المرصد الوطني لسلامة المرور عن حصيلة حوادث المرور القاتلة التي جدت خلال الخمس سنوات الاخيرة والتي بلغت 6 آلاف و805 حوادث افضت الى سقوط 7 آلاف و740 قتيلا. وتأكدت هذه الحصيلة المفزعة من خلال دراسة تحليلية اعدها المرصد مؤخرا وشملت فحص 60 ألفا و101 حادث مرور بدني مخزنا ببنك معطياته للفترة من اول جانفي 1999 الى 31 ديسمبر 2003 . وتتنزل هذه الدراسة في اطار سلسلة الدراسات التي يقوم بها المرصد بهدف رصد الواقع المروري بمختلف مجالاته ولتوجيه العمل واستكشاف السبل الملائمة لمعالجة الاشكاليات المرورية. وتضمنت الدراسة تفاصيل دقيقة جدا عن طبيعة الحوادث القاتلة التي تحصل بمعدل 1361 حادثا تسفر عن مقتل معدل 1548 فردا سنويا. خارج مواطن العمران وسجلت اعلى نسبة من الحوادث القاتلة (60.13) خارج مواطن العمران كما استحوذت هذه المواطن على النصيب الأكبر من القتلى (62.83).. وتتسبب الحوادث التي تجد في هذه المواطن في سقوط اكثر من ضعف عدد القتلى الذين يسقطون بفعل الحوادث البدنية التي تحصل داخل مواطن العمران. ويأتي عامل الافراط في السرعة في صدارة العوامل المتسببة في وقوع الحوادث القاتلة حيث تسبب هذا العامل في اكثر من 25 من هذه الحوادث التي نتج عنها 25.74 من اجمالي عدد القتلى. وتصدّرت السيارة الخفيفة قائمة الوسائل المشاركة في الحوادث القاتلة بنسبة 47.44 وفي القتلى بنسبة 49.44. وتصدر القطار في المقابل القائمة في مؤشر نسبة الحوادث القاتلة ب 55.75 تليه الشاحنة الثقيلة ب 24.55 ثم الجرار الفلاحي ب 18.25. الاحد يوم أسود اما بالنسبة الى مساهمة المترجل فقد استقرت في حدود 35 منذ سنة 2000 وتصدّرت الفئة العمرية 2429 سنة القائمة من حيث مؤشر نسبة الحوادث القاتلة من المجموع العام لهذه الحوادث حيث تمثل هذه الفئة اكثر من 16 من ضحايا هذا المجموع. وأثبتت دراسة المرصد ان اعلى نسبة من الحوادث (16.70) ومن القتلى (16.77) من المجموع العام سجلت يوم الاحد فيما احتل شهر اوت المرتبة الاولى في هذا الخصوص اذ شهد هذا الشهر وقوع 11.49 من الحوادث وسقوط 11.80 من القتلى. كما مثلت الساعة السادسة مساء الفترة الزمنية التي تحدث فيها الحوادث القاتلة (33.16) ويسقط فيها القتلى (32.51) وتأتي ولايات تونس ونابل وسوسة في اعلى مرتبة من حيث احتضانها للحوادث المرورية القاتلة بنسبة تتراوح بين 7 و10 من مجموع الحوادث تليها ولايات بن عروس واريانة وبنزرت وباجة وجندوبة والمنستير والمهدية والقيروان وسيدي بوزيد والقصرين وقابس ومدنين التي استحوذت على نسب بين 3 و6 من الحوادث. وشهدت الطرقات الوطنية اكبر حصة من الحوادث بتسجيلها نسبة 32.65 منها تليها الطرقات الجهوية بنسبة 18.93 ثم الشوارع بنسبة 14.42. كما سجلت الطرقات الوطنية اعلى نسبة من القتلى (39 من المجموع العام). مقترحات وازء كل هذه الخسائر والأضرار يقترح المرصد مزيدا من الاهتمام بملف النقاط السوداء داخل وخارج مواطن العمران والاسراع بإصدار المواصفات الخاصة بالمقترحات ذات الاتجاه الدوراني وتعميمها على الجهات كما يقترح مواصلة إحداث الممرات العلوية للمترجلين على مستوى الطرقات الموجودة داخل المناطق الصناعية او الاحياء السكنية. وبخصوص وسائل النقل يرى مرصد سلامة المرور انه من الضروري تفعيل الاجراء القاضي بتجهيز الشاحنات الثقيلة بآلة مراقبة السرعة ومدة السياقة والراحة (التاكيغراف) علاوة على ضرورة التركيز على الشاحنات الخفيفة فيما يتعلق بالحمولة سلعا واشخاصا ومزيد مراقبة حالتها الفنية. كما تمت الدعوة كذلك الى توجيه الاهتمام اكثر نحو عنصر السرعة بالنسبة الى السيارات الخفيفة والشاحنات وخصوصا سيارات الاجرة التي تسببت في نصيب لا بأس به من الحوادث والقتلى. ويقترح المرصد كذلك ان يتم تفعيل وتوسيع دائرة التحسيس في مجال الوقاية من الحوادث في المؤسسات والأسر والفضاءات العمومية والجمعيات الاجتماعية بمختلف اصنافها..