سليم عمامو ، أحد الوجوه الشابة التي اقتحمت المشهد الرياضي التونسي الجديد، بعد إعادة تشكيله على إثر ثورة 14 جانفي المدوّن المعروف، وجد نفسه كاتبا للدولة لدى وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية. فمن هو سليم عمامو؟ وكيف تحوّل من مدوّن الى عنصر يمسك بدواليب مركز مؤثر في المشهد الرياضي؟ وما هي الملفات المستعجلة على مكتب الوزارة حاليا؟ ٭ في البداية لو تقدّم نفسك لمن لا يعرفك؟ أنا من مواليد 8 نوفمبر 1977 متحصل على شهادة تقني سام في الدراسات التكنولوجية ومتخرج من المعهد الأعلى بسوسة، وكنت صاحب شركة متخصصة في الاعلامية ومهتم في نفس الوقت بالدفاع عن حرية التعبير خاصة عبر المواقع الالكترونية الاجتماعية (فايس بوك وتويتر). ٭ لكن ما علاقتك بالرياضة وكيف عيّنت في هذا المنصب؟ أنا أيضا تفاجأت مثلما تفاجأ الجميع بهذا الأمر لقد تم الاتصال بي هاتفيا وقبلت المنصب رغم انني لا أفقه كثيرا في الرياضة لكنني قبلت لكي أكون قريبا من مواقع صنع القرار السياسي والرياضي، حتى أتحصل على المعلومة الصحيحة ويتم القطع مع سياسة التعتيم الكلي التي كان يعتمدها النظام السابق. وبما أنني أمثل صوت الشباب في الحكومة فهذا سيكون مهما جدّا لتبليغ المعلومة الصحيحة للشباب، حتى لا يتكرر السيناريو السابق. ٭ اعتقلت بعد اتهامك بمحاولة قرصنة واختراق مواقع حكومية رسمية، فما مدى صحة ذلك، وماهي حيثيات إطلاق سراحك؟ لقد كانت مجرد اتهامات لا أساس لها من الصحة، حيث أنني كنت من بين الذين أعلموا على وجود عمليات اختراق وقرصنة، فتم ايقافي ولكن في الحقيقة السبب كان هو انني ساهمت في ثورة ال «فايس بوك» عبر الكشف عما يحصل في سيدي بوزيد كما أنني دعوت الى تنظيم مسيرة سلمية يوم 22 ماي 2010 بعد أن تم التضييق على المواقع الالكترونية بشكل كبير.. اعتقلت يوم 8 جانفي ثم اطلقوا سراحي يوم 13 جانفي وجاء ذلك في إطار سياسة الرئيس المخلوع في لعب أوراقه الأخيرة من أجل تهدئة الشارع. ٭ ماهي الملفات المستعجلة في قطاع الرياضة، الموضوعة على ذمتكم؟ الملفات كثيرة ومتشعبة، وقد كلّفت أنا بما يتعلق بالشباب وتشغيلهم في المجال الرياضي، في ما تكفل السيد الوزير محمد علولو بكل ما يخص الملفات الرياضية نعترف بوجود فساد في المجال الرياضي لكن كل ما يتعلق بالفساد والرشوة سيحال على لجنة تقصي الحقائق للبحث فيها ولكن الأهم من كل ذلك هو معاقبة المذنبين وأن أذناب الرئيس السابق الموجودين حاليا في القطاع الرياضي لن يستفيدوا مستقبلا من تجاوزاتهم وولاءاتهم ونقول لهم انتهى عهد بن علي. ٭ تحدثت عن الفساد، فهل تؤكد ما قيل حول ان نسبة 20٪ من ميزانية البروموسبور كانت تتحول لخزينة الرئاسة؟ نعم هذا صحيح وقد اكتشفناه بعد ان اعلمنا به شخص مطلع على هذا الشأن منذ ايام قليلة. وقد كشفنا رقم الحساب وهو (fond numéro 5) وسنحيل هذا الملف على لجنة تقصي الحقائق للبحث فيه ومعرفة قيمة الأموال التي نهبت. ٭ أنتم كوزارة، ما هي أولوياتكم حاليا؟ أريد ان أؤكد أننا موجودون هنا لتصريف أعمال وزارة الرياضة بشكل مؤقت في إطار هذه الحكومة الانتقالية لذلك سنركّز على تصريف الأعمال أكثر من التخطيط للمستقبل. ٭ قلت انك ستهتم بمطالب الشباب في علاقتهم بوزارة الرياضة، فما هي هذه المطالب؟ المطالب أساسا هي مطالب شغل وأنا أعمل على استقبال الشباب والاستماع اليهم والاطلاع على ملفاتهم ثم ارشادهم، لكن نحن لا نملك عصا سحرية لتشغيل الجميع بمجرد تغيير وزير الشباب والرياضة وحاولت أن أشرح لهم أن ذلك يتطلب وقتا وستكون الأولوية في الشغل لأصحاب الأقدمية في الحصول على الشهائد من مختلف معاهد الرياضة في تونس. ٭ ماذا عن مطالب البعض بتغيير أسماء المنشآت والمركبات الرياضية التي تحمل أسماء تحيل للنظام السابق، خاصة التسمية الشهيرة 7 نوفمبر؟ أنا شخصيا أعتبر ان مثل هذه الأمور ثانوية في الوقت الحالي، ونحن لا نفكّر فيها وقد ننظر فيها مستقبلا لأن الأهم بالنسبة الينا حاليا هو فض المشاكل المتعلقة بتعطيل النشاط والبحث في إمكانية استئنافه وحل المشاكل العاجلة، أما الأمور التي أعتبرها ثانوية سنهتم بها لاحقا.