من الشهداء الذين وافاهم الأجل المحتوم فجر انطلاق الثورة التحريرية، العريف الأول بجيش البر حسن برينيصي المولود بمدينة الطويرف من ولاية الكاف في 8 ديسمبر 1986. حسن وكما عرفه جل سكان بلدية الطويرف الحدودية النائية يعشق الحياة ويتطلع الى ما هو أحسن وأرقى ذكي ومتأدب وقريب جدا من كافة سكان المنطقة، رغم عمله بمدينة بنزرت، «الشروق» زارت عائلة الشهيد وتحدثت الى والده شعبان ووالدته زكية في التحقيق التالي: «كان الابن والصديق» هكذا يصف والده السيد شعبان علاقته بالشهيد... «كان يقاسمني أحزاني وأفراحي ويدفعني الى الأمام كلما ضاقت السبل في وجهي بحكم الخصاصة المادية»... ويضيف وهو يمسح دموعه المنسابة على خديه «لقد التحق بجيش البر منذ سنة 2008 بعد ان غادر مقاعد الدراسة بسبب رسوبه في نيل شهادة الباكالوريا شعبة الرياضيات كان يعمل بمدينة بنزرت التي كانت شاهدة على وفاته وهو يؤدي الواجب المقدس، لم نره منذ شهرين ونصف وقد تسلمناه جثة هامدة بعد أن باغته قناص برصاصة غادرة أصابته على مستوى أسفل الاذن ليلة الأحد 16 جانفي عندما كان بمعية زميلين له بصدد حماية مصنع تكرير النفط الذي هاجمه القناصة» يستجمع قواه المنهارة ثم يواصل «لقد صدمنا نبأ وفاته وحول حياتنا الى كابوس مزعج... أتمنى أن تتوصل الحكومة الى القبض على هؤلاء القناصة لمحاسبتهم». رغم طبيعة الزيارة وظروفها فقد استقبلتنا والدة الشهيد بعد ان عادت لتوها من المقبرة التي احتضنت ابنها الى الأبد... علامات الحزن كانت بادية على تقاسيم وجه السيدة زكية الورغمي، كانت تبكي حينا وتحدثنا أحيانا لتقول «ذهب كل شيء... ذهب ابني الغالي الذي انتشل العائلة من براثن الفقر فوالده يعمل بصفة وقتية كسائق ببلدية الطويرف، وأجرته لا تتعدى المائة وخمسة وعشرين دينارا ذهب من أخرجنا من «الفقر»... تصمت قليلا ثم تواصل حديثها والدموع تتهاطل من عينيها الغائرتين... «لم أصدق نبأ وفاة ابني رغم ايماني بأنه مات شهيدا... أطالب بحق ابني وبمحاسبة المتورطين في ازهاق أرواح الشهداء».