عمر الحداد ، سليم الحضري هما شهيدا الثورة بصفاقس، الأول استشهد بباب الديوان بعاصمة الجنوب، والثاني استشهد بقلب منطقة الرملة بجزيرة قرقنة.. الشهيدان لم تسبق بينهما معرفة، لكن الشهادة جمعتهما في سدرة المنتهى.. كل أهالي ولاية صفاقس الذين انخرطوا في الثورة بدافع حب الوطن يتحدثون الآن عن الشهيدين بفخر واعتزاز كبيرين وسط دعوات إلى تحويل ساحة باب الديوان بصفاقس إلى ساحة الشهيد عمر الحداد، وتسمية قلب الرملة بقرقنة بساحة الشهيد سليم الحضري. المرحوم عمر والمرحوم سليم دفعا دمهما الشبابي وقودا لثورة الشعب التونسي، وإذا كان الأول مات بساحة باب الديوان حين كان مع المحتشدين المتظاهرين المنددين بالرئيس المخلوع بن علي، فإن الثاني لقي حتفه بين أهله و ذويه بالرملة بقرقنة على يدي رجال الأمن الذين كانوا يحاولون «تهريب» معتمد الجهة من جحافل الغاضبين الثائرين فأطلق بعض الأعوان النار الحي الذي أصاب 3 شبان من الجزيرة لقي حتفه منهم على عين المكان المرحوم سليم أصيل منطقة أولاد بوعلي بقرقنة في حين تم نقل الثنائي إلى المستشفى. أهالي الشهيدين يناشدون عن طريق جريدة «الشروق» التي انفردت بذكر وفاة الشابين عمر وسليم في أعداد سابقة التلفزة الوطنية 1 و 2 و«حنبعل» و«نسمة تي في» لتسليط الأضواء على الظروف التي حفت بقتل الشهيدين بالرصاص الحي ليكتشف الرأي العام حقيقة الواقعتين و يتمسك بدفاعه عن الثورة التونسية المباركة. الشهيدان يستحقان العناية والاهتمام الإعلامي والمعنوي والمادي، وهو ما لم يحدث إلى حد الآن، وأكيد أن العاملين في القنوات التلفزية التونسية سيتحولون إلى أحفاد الهادي شاكر وفرحات حشاد في إطار مواكبتهم لنبض الشارع ومعاناة المواطن التونسي ومزيد الكشف عن الممارسات الإجرامية التي عانينا منها لسنوات تحت غطرسة حكم بن علي البائد. أهالي سليم الحضري و عمر الحداد تقدموا الجمعة الماضي بقضايا عدلية في الغرض بمحكمة صفاقس مطالبين بمحاسبة كل من يثبت تورطه في الجريمتين من أعوان الأمن مصرين على محاسبة الرئيس المخلوع بن علي الذي أعطى الإذن بإطلاق النار في شوارعنا ليستشهد الثنائي عمر و سليم رحمهما الله.. تغمد الله الشهيدين بواسع رحمته ورزق أهلهما وذويهما جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ..