بعد أن تمكنت هذه الثورة الجريئة التي عاشتها تونس خلال الأسابيع الأخيرة، من تغيير المشهد السياسي وقطعها مع العهد السابق هاهي الذاكرة الرياضية تكشف عديد التجاوزات التي شهدها القطاع الرياضي الذي وقع تسيسه من بعض الأطراف التي استغلت نفوذها وسلطتها وقربها من رأس النظام للقيام ببعض التجاوزات والكوارث الخطيرة التي أثرت في المشهد الرياضي. تضرّرت الشبيبة القيروانية من هذه التجاوزات ودفعت ضريبة تمرّدها واحترامها ميثاق الروح الرياضية أمام الترجي التونسي الذي كان ينافس النجم من أجل الفوز بالبطولة. الشبيبة دفعت الفاتورة باهضة بعد هذه المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي بعد استماتة العقبي ودربال وغيرهما من اللاعبين في الدفاع عن ألوان الشبيبة وهو ما فاجأ أهل القرار في الترجي ورئيسها سليم شيبوب الذين كانوا يتوقعون أن زيارتهم الى القيروان مجرّد فسحة والمباراة ستكون شكلية والنتيجة مضمونة.. وهو ما جعلهم يتوعدون المسؤولين واللاعبين ويهدّدون الفريق بمغادرة النخبة. وهو ما حصل فعلا مع نهاية الموسم 2000/2001 حيث نفذ مسؤولو فريق باب سويقة وعدهم، وعانت الشبيبة مواسم قبل تحقيق العودة. من جهة أخرى دفع بعض «المعارضين» الثمن إذ تعرض العقبي الى عديد المضايقات من ذلك أنهم افتكوا منه سيارته في الديوانة وتعرض الى عديد المضايقات في البنك. رفراف «بلّوشي» سوق الشبيبة وبفضل نفوذ رئيس الترجي سابقا كانت على ذمة فريق باب سويقة بأسعار زهيدة وأحيانا بلّوشي كما حدث مع اللاعب لطفي رفراف. أما أهل القرار في الشبيبة فكانوا لا يملكون الجرأة على الرفض بل كانوا يتودّدون ويتقرّبون لسليم شيبوب حتى أن أحد رؤساء الشبيبة السابقين كان لا يخجل من وضع صورة شيبوب في محلّه. بدرة في الترجي.. ومسؤول بارز في الشبيبة يتكفل بالمبلغ لعبت الوساطة والنفوذ دورهما في انتقال اللاعب خالد بدرة للترجي الرياضي التونسي أيضا لتخسر الشبيبة أحد أبرز مدافعيها الشبان آنذاك. ولم يجد تنقل اللاعب أيّ معارضة أو اعتراض من المسؤولين في الهيئة المديرة الذين ضربوا عرض الحائط باحتجاجات وغضب الأحباء والأصوات المنادية بوضع علامة قف أمام التفريط في المواهب الشابة خاصة للترجي.. لكن هذه الأصوات لم تجد كالعادة الآذان الصاغية، وكانت لعبة المصالح والتقرب للحاشية بكل الطرق الكلمة الفصل في قرارات بعض مسؤولي الشبيبة بحثا عن الحصانة لتجاوزاتهم.. بدرة قدّمه مسؤول بارز في الشبيبة كهدية للترجي بعد أن دفع من أجله 100 ألف دينار «للجي.آس. كا».. نعم هكذا يتعامل أثرياء القيروان لحماية مصالحهم. دربال.. بأيّ ثمن؟ نزيف هجرة أبناء الشبيبة الى الترجي بلوّشي تواصل حيث تم التفريط في المدافع عامر دربال لفريق باب سويقة رغم عديد العروض التي فاقت 300 ألف دينار من بعض الأندية على غرار النجم الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي والنادي الافريقي، لكن أصحاب القرار في الشبيبة خيّروا كالعادة خدمة الترجي مقابل الحصول على بعض اللاعبين الذين وضعهم فريق باب سويقة خارج القائمة على غرار الأخوين بحرية وأحمد الهلالي والمحجوبي. خلاف بين يزيد وشيبوب من أجل القصراوي منطق النفوذ والغطرسة والتلاعب بالقوانين كانت من الأسباب التي جعلت الحارس حمدي القصراوي ينتقل الى الترجي وهو في صنف الأصاغر (16 سنة) بما أن القوانين الموضوعة على قياس الأندية الكبرى ورغم الشكوى التي تقدمت بها الشبيبة للجامعة وسلطة الاشراف فإن الأمور سارت كما يروق لمسؤول الترجي، وهو ما جعل رئيس الشبيبة عبد الرزاق يزيد يدخل في خلاف مع رئيس الترجي سليم شيبوب. وقد دفع يزيد الثمن بأن أبعد عن رئاسة الشبيبة الى اليوم.