دعيت منذ أكثر من 5 سنوات لحضور أشغال ندوة ولاية المنستير أمر بتنظيمها الرئيس المخلوع حول العنف في الملاعب. وقد أشرف عليها وقتها عبد الحميد سلامة مستشاره الخاص في قطاع الرياضة. وككل الندوات والاستشارات وما كان أكثرها حضرت الطبول والمزامير والبنادر وعزف أصحابها لحن الرداءة بالمديح والتهليل لما أصبحت عليه رياضتنا من سمو وشموخ ولا أحد تطرق الى هذا الموضوع الا بتوجيه التهم الى المندسين في أوساطنا الرياضية لاحداث الهرج والمرج. وتناول عبد الحميد سلامة الكلمة فقدم ارقاما أثارت حفيظتي فقال ان نسب العنف بالمؤسسات التربوية تبلغ 63٪ و30٪ بالمحيط المنزلي والبيئة الثالثة و7٪ بالملاعب. فتناولت الكلمة وقلت كان من الأجدر ان تخصص أشغال هذه الندوة لموضوع العنف بالمؤسسات التربوية وأن 7٪ كنسبة عنف بالملاعب يمكن الحد منها لو تستقيم أمور الرابطة والجامعة ولو تتراجع المظالم التحكيمية التي أراها سببا رئيسيا في ردود فعل الاحباء ثم تطرقت الى موضوع العنف بالمدارس والمعاهد وقلت انها تعود الى سياستنا التربوية التي ارتكزت على تعليم المواد وأهملت الجانب التربوي واستشهدت بالتناقض بين تسمية الوزارة وتسمية الادارات الجهوية. فالوزارة وزارة التربية والادارات الجهوية ادارات جهوية للتعليم وكان رد فعل عبد الحميد سلامة عنيفا حيث قال لي «إن كلامك أعنف من العنف». وتعرضت للوم الوالي الذي أنبني قائلا: «إنك حاكمت نظاما تربويا ولم تساهم بأي شيء في الحوار». ولا تسألوا عن الحاضرين الذين تكالب بعضهم على نهش لحمي وقطعوه اربا اربا واتهموني بالخيانة العظمى وكيف أتجرأ على التشكيك في موضوع اختاره سيّد البلاد. وخرجت بعد أن أدخلوني «بيت السخون» وفعلوا بي ما لا يتحمله أحد وغادرت مقر الولاية ومن المضحكات المبكيات أن الذين نهشوا لحمي تسابقوا لتهنئتي على جرأتي وصدق كلامي وأن عبد الحميد سلامة اعترضني بعد مدّة فقال لي ما قلته حق ولكنه لا يجب ان يقال امام العموم وفوجئت بعد مدّة بأن اسم الادارات الجهوية للتعليم أصبحت الادارات الجهوية للتربية؟