يؤكد المراقبون والمتتبعون للحياة السياسية في تونس أن عودة راشد الغنوشي إلى تونس يوم الأحد الماضي كانت بمثابة الإعلان الرسمي عن عودة حركة «النهضة» إلى نشاطها في الساحة السياسية. ولم تخف مصادرنا أن استقبال الغنوشي من طرف أنصار حركته بتلك الكثافة هو مؤشر فاعل ومهم ومؤثر بالنسبة إلى الخارطة السياسية في المستقبل فلا أحد ينكر الآن أن «النهضة» قد أثبتت بورقتها البنفسجية في انتخابات سنة 1989 أنها حركة جماهيرية استطاعت حينها أن تنافس التجمع الدستوري الديمقراطي ب«ماكينته» الكبيرة التي ورثها حينها عن الحزب الاشتراكي الدستوري. ونجحت حركة «النهضة» التي اجتازت انتخابات 1989 حينها بالقائمة البنفسجية في اعداد حملة انتخابية استقطبت الشارع التونسي ونجحت في مخاطبة الأصوات المنتخبة. الآن يعود «النهضيون» إلى النشاط السياسي بعد أكثر من 20 سنة من «الغياب» وفي ظل مؤشرات سياسية جديدة على الساحة وفي ظل تأكيدات من كل قادة حركة «النهضة» أن الحركة التي تعبر عن رأي الإسلاميين في تونس لن تقدم أي مرشح للرئاسية مما يعني أن «النهضويين» يدركون أكثر من كل التيارات السياسية الأخرى أهمية الانتخابات البرلمانية وبالتالي أهمية البرلمان وأيضا أهمية البلديات في حياة المواطن العادي الذي ظل طيلة عقود من الزمن يرى في البلديات وفي البرلمان هياكل ومؤسسات منتخبة بعيدة عنه وعن مشاغله. وبما أن لحركة «النهضة» ولأنصارها ولقادتها «حساباتهم» الانتخابية فهم أيضا على إدراك تام بحقيقة حضور وتأثير التيارات السياسية الأخرى المتحركة الآن على الساحة في ظل تخمة الأحزاب السياسية الحاصلة الآن وفي ظل بروز تيارات كانت لسنوات وعقود طويلة تحت الرماد وتحت طي النسيان... أوراق لقد بات من المؤكد الآن أن دخول «النهضة» وعودة النهضويين سيقلب حتما كل الأوراق السياسية داخل الساحة مما يعني أنه في كل الأحوال فإن حركة «النهضة» ستكون أحد اللاعبين المهمين في الساحة.