عاشت مصر أمس على وقع اشتباكات عنيفة جدّا في العاصمة المصرية القاهرة ومدينة الاسكندرية وأنحاء أخرى من البلاد بين المعتصمين الرافضين لنظام حسني مبارك والمطالبين برحيله وبين المؤيدين للنظام المصرّي الذين خرجوا للتعبير عن تمسكهم بحسني مبارك الامر الذي اعتبره بعض المحللين نذر حرب أهلية وسط أنباء من مصادر متطابقة بأن الموالين اقتحموا ميدان التحرير بالجمال والخيول لتفريق المظاهرات الرافضة للنظام المصري. فيما حدّدت المعارضة غدا الجمعة كيوم للغضب الساخط في سبيل لرحيل أقطاب النظام الحاكم. وأفادت مصادر محلية أن أكثر من 500 شخص أصيبوا بجروح متفاوتة في المصادمات التي جدت بين الطرفين وأن عددا من المتظاهرين لقوا مصرعهم مشيرة الى أن أطرافا مسلحة ألقت قنابل حارقة على المعتصمين بميدان التحرير. 3 مداخل للتوافد وأضافت أن الجيش سحب قواته جزئيا من ميدان التحرير ليترك 3 مداخل لتوافد مؤيدي مبارك الى «ساحة الاعتصام»، مشيرة الى أن بعضهم كان مزوّدا بأسلحة بيضاء وعصي وأن رجالا من «الشرطة السرية» اعتدوا على المتظاهرين. وتابعت أنّ الموالين لمبارك ألقوا الحجارة على المعتصمين وبدؤوا في الاشتباك مع الفريق الآخر موضحة أن الصدامات استمرت لساعات طويلة. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتظاهرين اتهامهم لرجال الأمن بلباس مدني باقتحام الميدان. وأوضحت جهات مطّلعة أن المعارضين تمكنوا من صدّ بعض المؤيدين وطردهم خارج ساحة الاعتصام. وأكدت أن قيادات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم اجتمعت مع قيادات أمنية لشق صفوف المعارضة. وبيّنت في وقت لاحق أنّ الجيش تدخل لوضع حدّ للاشتباكات الدامية. اتهامات وفي تعليقه على هذه المستجدات الخطيرة اتهم الزعيم المصري المعارض محمد البرادعي الحكومة باستخدام أساليب ترويع لفريق المعارضة ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن البرادعي قوله: أشعر بقلق بالغ، فهذه علامة ومؤشر على نظام إجرامي يلجأ الى أفعال إجرامية وفق تعبيره. وأضاف: «خوفي من أن يتحول الأمر الى عمليات سفك دماء وأجدد مطالبتي لمبارك بالرحيل». من جانبه أكد الجيش المصري أنه سيتدخل بكل حزم لوقف هذه المستجدات الخطيرة. ولم تنل كلمة محمد حسني مبارك للشعب المصري الليلة قبل الماضية ولا المناوشات المستجدة من سعي المتظاهرين الى المضي قدما في تمسكهم بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقد دعا ائتلاف المعارضة المصرية الى تنظيم مظاهرة كبرى يوم غد الجمعة لارغام مبارك على ترك منصبه. وطالب الائتلاف باستمرار الاحتجاجات في ميدان التحرير حاثا كافة الأطراف الى تنظيم جولة جديدة من الاحتجاجات في كل المحافظات والمدن المصرية تقود الى تغيير النظام في مصر.