ألحّ صباح أمس العديد من الأولياء على مرافقة التلاميذ الى المدارس ومختلف المؤسسات التربوية الأخرى في مشاهد تعيد الى الأذهان وتذكّرنا بفترة انطلاق الموسم الدراسي والعودة المدرسية التي تتزامن في تونس مع منتصف شهر سبتمبر. وتبدو ردّة فعل الأولياء طبيعية في ظلّ عدم استقرار الوضع الأمني وما بثته المليشيات وعصابات الشوارع من رعب وخوف وتوتر لكن ما يلاحظ أن أغلب الأخبار التي يتناقلها المواطنون زائفة من نسج خيال البعض الذين يسعون الى بث الخوف والقلق والتوتر. الأخصائيون في علم الاجتماع يوضحون أن مثل هذه الأخبار مجرد إشاعات تنتعش في الأزمات والحروب وتنتشر في ظلّ الوضع المشحون بعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة وهي تعبير عن قلق اجتماعي. تهدف الى زيادة الاحتقان وخلق البلبلة وعدم الاستقرار والفوضى وكسر الروح المعنوية للمواطنين. ويدعون الى ضرورة إحكام العقل والتمييز بين الأخبار الصادقة والزائفة والتثبت من مدى مصداقيتها وعدم تهويل الأحداث لتفادي زيادة الاحتقان والتوتر. ومثل ما نجح التونسيون في استنباط وسائل وطرق لحماية الثورة مثل لجان الأحياء الشعبية الذين قدموا أجسادهم دروعا للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية ممتلكاتهم من كل عمليات النهب والسرقة ونجاح هذه التجربة دفعت عدة أحياء ومحافظات داخل مصر الى اعتمادها في انتفاضتها ضد الرئيس حسني مبارك، فإننا نحتاج في هذه الفترة الى لجان شعبية لمقاومة الاشاعات والتصدي لها لعودة الاستقرار وللحفاظ على ما يمكن أن تخلفه ثورة 14 جانفي من مكتسبات.