تابعت أخيرًا بعض الشائعات التي يروّج لها عدد ممّن احترفوا ممارسة الوطنية عن بعد واعتادوا السير في الشوارع المظلمة، وتناقلتها عنهم بعض المدونات الإلكترونية المعروفة إلى جانب، بالطبع، قناة إخبارية عربية ما فتئت تترصّد الأخبار المثيرة لتأثيث نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية الصّاخبة دون التأكد والتحري عن صدقية ما تعتمده من أخبار ومعلومات هي غالبًا لا تعدو أن تكون مجرد شائعات. الأمر الأكيد بخصوص هذه الشائعات التي نتابعها هنا وهناك ويزداد زخمها حول هذا البلد أو ذاك بحسب المواعيد السياسية والأحداث الوطنية الكبرى التي تنتظرها أو تعيش على وقعها أنّها أي الإشاعات تزدهر وتنتعش حيث يتقلص نفاذ الإعلام الوطني ولا ترتقي عمومًا مصداقيته إلى درجة تغني المتابع للأخبار الوطنية عمّا يروّج ل«هنا وهناك» من أخبار زائفة تتولّى تسريبها عبر مختلف وسائل الاتصال الحديثة طيور الظلام التي تحاول نهش جسم الوطن أو بعض السُّذج ممّن يتوهمون حينما يتولون بدورهم نقل مثل هذه الأخبار أن موقعهم الاجتماعي يتدعم ومنزلتهم ترتفع على اعتبار أنهم يعلمون ما لا يعلم غيرهم وأنهم على اطلاع بخفايا الأمور وأنه لا تفوتهم لا شاردة ولا واردة في حين أنهم يشكلون حلقة يستغلها ويتلاعب بها مروّجو الإشاعات الذين لهم أهدافهم من وراء تسريب الإشاعات وهي السعي إلى إثارة البلبلة والنيل من مصداقية المسار الوطني وضرب استقرار البلاد. فرواج الإشاعات كما نرى ونفهم تشترك فيه وتتحمل بالتالي مسؤوليته أطراف عديدة. والشائعات في نهاية المطاف لا تصنع مستقبلاً ولا تصون وطنًا ولا تخلق موطن شغل واحد ولا تعبّد طريقًا ولا تشيّد مدرسة ولا توسّع مستوصفًا ولا تحمي عائلة من غوائل الدهر ولا توفر كرامة لأحد. أدهى ما في الأمر أن نعلم ونرى أن العديد ممّن يقفون وراء هذه الإشاعات الزائفة والدعايات المغرضة يقومون بأفعالهم النكراء هذه باسم الدين وتحت ذريعة صونه وحمايته والدفاع عنه في حين أن الدين نصيحة ولم يكن أبدًا فضيحة.