لم تكد التساؤلات تهدأ عند المراقبين بخصوص إحاطةمقر قناة «الجزيرة» في الدوحة بحراسات أمنية لافتة، حتىبادرت جريدة «الغد» الأردنية الصادرة في عمان الى إزاحة اللثام عن اجتماع مشبوه ضم (تسيبي ليفني) وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة الى وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة وكبار موظفي الأخيرة، خلال زيارة(ليفني) الى الدوحة للمشاركة في مؤتمرالديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة(بالقضية الفلسطينية?!) الذي استضافته العاصمة القطرية. ورغم أن (الجزيرة)حاولت ابقاء هذا اللقاء( الخياني بامتياز سياسيا وإعلاميا!) طيّ الكتمان إلا أن صحيفة« يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية سارعت الى «كشف المستور» متحدثة عن زيارة (ليفني) الى هذه القناة، ومؤكدة أن هذه «الزيارة كانت إيجابية حيث رحب كبار موظفي الجزيرة بالوزيرة وأجروا معها محادثات على غاية في الأهمية» مما اضطر (الجزيرة) الى تأكيد هذا اللقاء الذي لم يرشح عن تفاصيل ما تم فيه إلا النذر اليسير!.لكن اللافت أن «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي لحركة «المقاومة الإسلامية «حماس» توجه الى الدوحة بعد أيام من هذا الاجتماع (التاريخي) ليلتقي «وضاح خنفر» مديرقناة الجزيرة ويعلن (مشعل عن حدث سيهز الضفة الغربية!). وإذا تذكرنا أن(خنفر) فلسطيني الأصل، وواحد من كبار القياديين السياسيين لحركة (حماس) وكان يشغل منصب مدير مكتب (حماس) في جوهانزبرغ الذي كان يعمل في العاصمة الجنوب افريقية تحت عنوان (المركز الافريقي الشرق أوسطي للدراسات والبحوث) ويقدم في الوقت نفسه خدمات إعلامية لقناة الجزيرة إثر تعيين «خنفر» مراسلا لها، وقبل توليه منصب مديرها العام في الدوحةو نجد أنفسنا إزاء حدث إعلامي سياسي خطير، كون لقاء خنفر ليفني الذي بات معلنا عنه، سابقة لها أهميتها على صعيد اتصالات حركة حماس بقيادة الكيان الصهيوني ، وبرعاية قطر التي رفع أنصار(حماس) صور أميرها ردا على المظاهرات التي عمت الضفة الغربية رافعة صور الرئيس محمود عباس تأييدا للقيادة الفلسطينية وتنديدا بالحملة التي يقودها قادة الكيان القطري ضد نضال الشعب الفلسطيني عبر قناة الجزيرة! وذلك بعد نشر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة الشرق الأدنى يؤكد أن 68 ٪ من الفلسطينيين لا يصدقون اتهامات«الجزيرة» المغرضة ووثائقها المزعومة، وأن 88 ٪منهم رأوا أن اتهامات الجزيرة للقيادة الفلسطينية تصب في خدمة إسرائيل، و 64 ٪ اعتبروا الجزيرة غير حيادية في توظيف الوثائق المزورة منها أو المجتزأة. وإذا أردفنا هذه الواقعة المشبوهة (اجتماع ليفني خنفر وزملائه) بأخرى لا تقل شبهة وتتمثل في اقدام قناة الجزيرة على الاعتذار للسلطات الإسرائيلية مؤخرا عن إقدام الإعلامي التونسي (غسان بن جدو) مدير مكتب الجزيرة في بيروت على وصف (سمير القنطار) عميد الأسرى اللبنانيين ب«البطل العربي» في سياق تغطية (بن جدو) لإطلاق سراح «القنطار» واستجابة (خنفر) لتهديد السلطات الإسرائيلية بمقاطعة قناة الجزيرة ان لم تقدم اعتذارا عن تغطيتها لإطلاق سراح القنطار بطريقة«خدشت المشاعر الإسرائيلية التي تعد القنطار مجرما لإدانته بقتل أربعة إسرائيليين بينهم طفلان» فيوجه القائد الحمساوي و«الإعلامي العربي المقاوم» رسالة نشرتها صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية ، أقرّ فيها بأن البرنامج الذي أعده (بن جدو) يشكل خرقا للقواعد المهنية التي تعتمدها المحطة ، وأن(خنفر) ينظر الى هذه التجاوزات على أنها في غاية الخطورة ، وقد أعطى(خنفر) تعليماته الى مدراء البرامج في المحطة لاتخاذ إجراءات تحول دون تكرار ما حصل، وإن أضفنا الى ذلك إعلام قطر عن تأجيل المؤتمر الذي سبق وأن دعت اليه الدوحة والمتعلق بالأخطار المحدقة بالقدس(عروس عروبتهم) بعد لقاء أميرها بالوزيرة الإسرائيلية«تسيفي ليفني» تتضح أكثر خيوط المؤامرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته، والتي تتآزر في نسجها قطر وإسرائيل وحركة(حماس) وهذا يعطي المزيد من المصداقية لتحذير الرفيق« نايف حواتمة»قائد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأحد زعماء الثورة الفلسطينية التاريخيين ،والمقيم حاليا في دمشق، من أن المال السياسي القطري يغذي الانقسام» الفلسطيني . إزاء هذه المعطيات الجديدة، وغيرها الكثير مما ستكشف عنه الأيام القادمة، كيف يمكن للمواطن العربي أن يصدق بعد أكاذيب (الجزيرة) ومن وراءها من قوى صهيو أمريكية حتى لو رفعت شعارات بهت بريقها عن المقاومة ونبض الشارع العربي والديمقراطية لتحريض وتحريك الناس في سياقات الاستراتيجية الصهيو أمريكية وتكتيكاتها وكأن قطر هذه واحة ديمقراطية تفيض على محيطها تعددية حزبية ونقابيةوتنظيمية وحرية تعبير?!. وهكذا هل ثمة خيانةوطعن ومحاولة تشويه للنضال الفلسطيني ولتطلعات الشعوب العربيةالى الحرية في أفق وطني قومي ديمقراطي يفوق ما تقترفه القيادة القطرية وأداتها الإعلامية ( قناة الجزيرة)من إثارة فتن وتضليل متعمد للرأي العام وتشويه للحقائق بتنسيق مباشر مع قادة الكيان الصهيوني.?!