توضيحا لقراء «الشروق» عما ورد في عددها يوم 24 أوت الجاري ص2 بعنوان «قف/وقاية» بقلم الصحفي أبو القاسم حول تطهير قنوات ومجاري المياه، تود مصالح وزارة الداخلية والتنمية المحلية الإفادة بأن البلديات بادرت بالفعل خلال هذه الصائفة بالقيام بالأشغال اللازمة من أجل تفادي انعكاسات غزارة الأمطار عند نزولها في الوسط الحضري. وتولت كافة البلديات ولاسيما في تونس الكبرى أشغال جهر وصيانة الأودية ومجاري المياه وصيانة أحواض تجمعها في بعض الاماكن وذلك بالتعاون مع كافة الهياكل المعنية وخاصة الديوان الوطني للتطهير والادارات الجهوية للتجهيز والفلاحة. وقامت كذلك بجهود حثيثة وحملات استثنائية لإزالة الأعشاب ومسح حواشي الطرقات وتنظيف المساحات البيضاء ورفع الفواضل والأتربة المتجمعة في المصبات العشوائية وفي مجاري الأودية والتي قد تعطل السيلان العادي لمياه الامطار. ولا يكفي المجال هنا لتعداد كل تدخلات البلديات بالتفصيل. فالتقارير فيها من الحجم الثقيل غير انه تجدر الاشارة على سبيل العلم الى ان نسبة تقدم انجاز مشروع حماية أريانة من الفيضانات تجاوز %80 ويكاد ينتهي تماما في قسطه الثاني. كما يتواصل انجاز مشاريع جديدة لشبكات تصريف مياه الامطار بالعديد من أحياء ولاية بن عروس علاوة على النظر في ايجاد الحلول المناسبة لمواقع أخرى خاصة بالطريق الوطنية رقم 9 بولاية تونس. وكل هذه الجهود البلدية والادارية مهددة بالذهاب سدى بسبب قلة الوعي لدى بعض المواطنين الذين لا يتورعون أحيانا عن البناء الفوضوي في مجاري المياه وعن القاء مختلف أنواع الفضلات في الأودية بما يجعلها تعود الى ما كانت عليه بعد فترة وجيزة من جهرها وتنظيفها. وقد جرت مثل هذه العمليات التطهيرية بالنسبة لبعض الاودية أكثر من 5 و6 مرات ثم يعود الوضع الى ما كان عليه بما أدى أحيانا الى يأس المقاولين من المشاركة في مثل هذه الاعمال، وبما دفع الادارة الى التفكير في تسييج هذه الاودية ومع ما يتطلبه ذلك من تمويلات هامة من الاحرى توظيفها واستثمارها فيما ينفع المواطنين بمجالات أخرى. ولئن توفرت الارادة والتصميم لدى البلديات على ايجاد الحلول المناسبة للنقاط السوداء والتوقي من مختلف المخاطر والصعوبات الممكنة أثناء موسمي الخريف والشتاء في صورة انهمار كميات استثنائية من الامطار فإنه بات من الواضح ان الجانب الاوفر من عمليات الوقاية تظل رهينة المشاركة الفعلية للمواطنين في تجنب مثل هذه الصعوبات. فالوقاية فعلا هي خير من العلاج، وهو ما يحتاج الى وعي جماعي بهذه المسألة والى مساهمة متواصلة من قبل وسائل الاعلام بهدف تحسيس المواطنين بكافة أبعاد هذا الموضوع. ونرجو من جريدة الشروق ان يكون لها دائما دور متميز في هذا الشأن.