اختلفت الأزمة والأماكن في وفاتهم، لكنهم كانوا في خانة واحدة ألا وهي تداعيات الثورة.. البعض دافع عن الكرامة وآخر توفي نتيجة رصاصة غادرة صوبها أحد القناصة. تركوا الحيرة لدى جميع أقاربهم، بأي ذنب رحلوا عن الحياة الدنيا؟ شبان في ريعان الشباب، لم ينعموا بالحرية لكنهم تركوها لأبناء شعبهم. وفي ما يلي قائمة للبعض من شهداء الثورة. الشهيد لطفي الصحراوي هو شاب من مواليد 1982، تناول العشاء وخرج الى بهو المنزل الكائن بالعوينة لتدخين سيجارة لأن حياءه يمنعه من تدخينها أمام شقيقه الأكبر، اشتعل وميض سيجارته ليلفت بها انتباه أحد القناصة فصوب نحوه وأصابه بخرطوشة في بطنه ليسقط على الأرض حينها شرع شقيقه في جرّه الى الداخل وتمكن من ذلك رغم الرصاص المتدفق.. لم يتسنّ لأفراد عائلته حمله الى المستشفى لأن الوضع الأمني لا يسمح ليلفظ لطفي الصحراوي أنفاسه. الشهيد ثابت العياري نزل هذا الشهيد الى الشارع كغيره من أبناء حيّه دفاعا عن الكرامة وفي الأثناء أصابته رصاصة قناص على مستوى عينه اليمنى ليستشهد يوم سقوط النظام البائد وستروي الأجيال أن ثابتا كان شهيد الحرية وسيسجل اسمه في التاريخ كشهيد تحدّى رصاص القناصة لا همّ له سوى إبلاغ صوته. الشهيد حكيم المناعي كغيره من جلّ الشهداء هو شاب في ريعان الشباب تخطى سن العشرين بنيف، نزل الى الشارع بجهة باب الخضراء وسط العاصمة التونسية وإبان الاحتجاج المطالب برحيل الدكتاتور اخترقت جسده خرطوشة لترديه قتيلا على الفور.. عرف بحبّه للحياة وبحبه للحرية التي دفع ثمنها في رحيله عن هذه الدنيا ليترك أبناء شعبه ينعمون بالحرية. مناشدة عائلات شهداء الثورة لطفي الصحراوي وحكيم المناعي وثابت العياري طالبت بالقصاص وبتتبع من كان سببا في وفاتهم والاسراع بفتح تحقيق في الغرض حتى تهدأ النفوس وترتاح الضمائر.