يرقد في قسم الانعاش بقابس منذ ليلة السبت الفارط شاب أقدم على حرق نفسه بعد ان تفطن الى اقدام الطبيب على قطع اصبع قدمه اليسرى وسط هرج وغضب اهله الذين رابطوا بالمستشفى منذ تلك الحادثة.. نفس القسم شهد وفاة شاب بعد طعنة قاتلة. تفاصيل الحادثة الاولى كما يرويها شاهد عيان تتمثل في ان شابا مصاب بمرض السكري كان نزيل المستشفى منذ فترة في انتظار ان يتم تنظيف اصبعه بعد ان تعفن بشكل كلي ولكنه فوجئ بعد ان افاق من المخدر ان الاصبع المصاب قد وقع قطعه فانخرط في بكاء هستيري وهاج وماج قبل ان يتم استدعاء اهله لتهدئته ولكنهم دخلوا معه في ثورته وصبوا جام غضبهم على الاطار الطبي وواصلوا هيجانهم من الساعة الثالثة مساء الى الساعة الرابعة صباحا قبل ان يتفطنوا الى اقدام الشاب على حرق نفسه ليتم نقله مباشرة الى غرفة الانعاش لتلقي الاسعافات اللازمة. الطبيب الذي قام ببتر اصبع المريض يعرف في الجهة بحسن تصرفه ودفاعه عن مصلحة المرضى ويؤكد زملائه ان خوفه من انتشار «السوسة» في كامل قدم المريض جعله يقدم على بتر الاصبع لانقاذه ولم يكن يتصور ان حرصه على صحة الشاب يمكن ان تنتهي هذه النهاية التراجيدية. وعلى صعيد آخر اكد مصدر من المستشفى انه ومنذ سقوط النظام مساء 14 جانفي الماضي ارتفع عدد المصابين بطعنات قاتلة حتى بلغ العدد اكثر من ستين مصابا بطعنات بسلاح ابيض لعل آخرها حادثتان متزامنتان الاولى كان ضحيتها شاب في الخامسة والثلاثين من عمره اصيل معتمدية غنوش والثانية جدت على الساعة العاشرة ليلا مساء السبت الماضي بحي الممرضين بمنطقة مطرش الشاطئ وتتمثل في سعي احد المجرمين الهاربين من السجن الى افتكاك دراجة نارية لاحد فتيان الحي الذي استنجد باحد الشباب ولدى محاولة هذا الاخير التدخل استل المجرم سكينا كبيرا وطعن بها شاب الثلاثين على مستوى جنبه فاصاب كبده وكليته اصابة مباشرة ليتم نقله الى المستشفى الجهوي بقابس حيث تم الاحتفاظ به في قسم الانعاش ليلة كاملة قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة.