شهدت منطقة «أولاد بعيّو» من معتمدية العلا مساء السبت على الساعة الحادية عشرة ليلا مجزرة رهيبة عمد خلالها شاب مخمور الى قتل صديقه وجرح الثاني وأحال الثالث على قسم الانعاش.. وتحوّل معها العرس الى مأتم.. وقد ذكر لنا شاهد عيان أثناء متابعتنا للموضوع انه ساعة وقوع الحادثة تحوّلت الساحة الى فوضى عارمة.. فصراخ النسوة وعويلهنّ أخمد صوت الزغاريد وأوقف دقّات الطبول وأنغام المزامير وبقي الرجال في حالة ذهول ووجوم قبل ان تصطدم الأقدام وتسقط العجائز وتتطاير الاطباق وتتناثر الكراسي ويتكاثف الغبار ليغطي بهرة الأنوار وتعمّ موجة من الجزع والرعب بين الجميع. وقد استفدنا من مصادرنا أن شابا في سن الثالثة والعشرين من ذوي السوابق في قضايا العنف كان حاضرا في حفل زفاف أحد أقاربه.. وقد شرب كثيرا حتى لعبت الخمرة برأسه الى درجة أنه أصبح لا يميّز بين الخطإ والصواب ومن هذيانه تخيّل نفسه في ساحة حرب وأراد من وراء ذلك ان يستقطب اهتمام كل الحاضرين وخوّلت له نفسه بأن يتحوّل الى بطل حتى ولو باستهداف الآخرين. وتحت تأثير السكر الواضح أشهر المخمور سكينا وبدأ يزمجر ويتوعد ويهدّد بطريقة هستيرية.. ومن مرحلة القول مرّ بسرعة الى مرحلة الفعل والتجسيم فبادر بطعن صديق له بثلاث طعنات كانت الأولى في الصدر واستقرّت الثانية في البطن.. ولما همّ الضحية بالتراجع لحقه الخصم وعالجه بضربة ثالثة على مستوى الرقبة.. في الأثناء تدخّل شابان آخران قصد تطويق المعركة وشلّ حركة المعتدي.. فما كان من هذا الأخير الا ان واصل هيجانه وأصاب أحد المتدخلين في كتفه فأحدث له جرحا عميقا مما استوجب نقله على جناح السرعة الى مستشفى القيروان حتى يتلقى الاسعافات العاجلة... وقد نال المتدخل الثاني نصيبا من الاعتداء حيث أصيب بضربات سطحية وخفيفة في يديه. اختفاء الضحية شاهد عيان آخر أفادنا بأنه في خضم الفوضى التي عمت ساحة المعركة تمكنت احدى السيدات في غفلة من المعتدي من جذب المتضرر الاول الذي كان ينزف وأخفته في احدى الغرف حتى لا يتعرض الى مزيد من الاصابات وبقيت تنتظر عودة الهدوء حتى تجد فرصة متاحة لنقل المصاب الى المستشفى للاسعاف. وفاة المتضرر وفرار المعتدي بعد هروب المعتدي وتفرّق المدعوين، عادت المرأة مع أفراد من أهلها الى المكان الذي تركت فيه المتضرر إلا أنها تسمرت في مكانها لما وجدته سابحا في بركة من الدماء التي نزفت من جسده وبقي يصارع سكرات الموت... فعجّلوا بنقله الى المستشفى إلا أنه فارق الحياة قبل الوصول. حضور أمني وتمشيط المواقع بعدها وقع إعلام السلط الامنية بكل الوقائع التي حدثت فوصلوا بسرعة بحضور ممثل النيابة العمومية الذي أذن برفع الجثة الى قسم الطب الشرعي بعد معاينتها وقد تكفّلت فرقة الابحاث بمنطقة الحرس الوطني بحفوز بالنظر في القضية ومتابعتها وانطلق أعوانها بتعزيز من رجال الحرس بالعلا في تمشيط كل المواقع المحيطة والقريبة من مكان الجريمة. القاتل في قبضة رجال الأمن دامت عملية البحث واقتفاء أثر المشتبه به ساعات طويلة تفرّق من خلالها الاعوان الى مجموعات لتتوزع في جميع الاتجاهات... وقد ساعدتهم تحرياتهم على معرفة الاتجاه الذي سلكه القاتل... فأعيد توزيع الادوار ولكن في اتجاه واحد... وقد أثمرت النتيجة عن عثورهم على الجاني في احدى الفجوات القريبة من منطقة الهوارب... فتم إلقاء القبض عليه عند حدود الساعة السادسة من مساء يوم الاحد وبعد استنطاقه اعترف الجاني بجملة الافعال المنسوبة اليه وعلل أسباب ذلك بحالة السكر التي كان عليها.