هكذا عبر لنا والد السجين السيد: الحمادي بن حمودة من منطقة البرادعة التابعة ترابيا لمعتمدية قصور الساف بعد موت ابنه «محجوب» في الأحداث الأخيرة التي شهدتها السجون التونسية يوم 15 جانفي ومنها سجن «شيبة» بالمهدية الذي سقط فيه أكثر من قتيل أثناء عملية الهروب. وتفيد وقائع القضية التي رفعها والد السجين «محجوب» المولود في 27 ماي 1978 أن المستشفى الجهوي الطاهر صفر بالمهدية استقبل جثة الهالك وفق تقرير الطبيب الذي وقع عن موت السجين موضحا ضرورة تحويل الجثة لعرضها على الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي بالمنستير لتحديد أسباب الوفاة الحقيقية، إلا أنه قد يكون وقع التغاضي عن ذلك لتمنح عائلة الهالك رخصة في نقل الجثة ممضاة من طرف معتمد المهدية بتاريخ 16 جانفي وإذنا بترسيم وفاة بتاريخ 19 جانفي أيضا ممضاة من طرف أحد القضاة بالمحكمة الابتدائية بالمهدية ( ونحتفظ بكل الوثائق لدينا) لتتم عملية الدفن بمقبرة البرادعة، إلا أن خبر ما راج من طلق ناري على المساجين بعد ذلك، والتأكد من صحة الوثائق المسلمة وخاصة الشهادة الطبية المسلمة من قبل الطبيب الذي أذن بضرورة تشريحها لتحديد سبب الوفاة جعل والد الضحية يتقدم الى النيابة العمومية بطلب قصد إخراج الجثة وعرضها على الطبيب الشرعي وذلك ما تم فعلا فجر يوم الخميس بحضور النيابة العمومية وأعوان الحماية المدنية ووحدات من الجيش الوطني التي أمنت المنطقة ومقبرة المكان بالبرادعة، ليتم استخراج الجثة وتحويلها الى المستشفى الجامعي بالمنستير قصد التشريح ومعرفة ما إذا كان الموت ناجما عن طلق ناري قضى جراءه أكثر من سجين نحبه في السجن نفسه وفي ظروف غامضة.