حين أراد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تشييد قصر رئاسي بجهة سقانص، هب أهالي مدينة المنستير الى التفويت في أراضيهم الخصبة التي كانت تنبت الخضر والغلال والتي كانت موجودة بالمنطقة المعروفة بالقديمة وقد تكون نسبة الى روسينا، ويُقال إنه كان يوجد ميناء بهذه الجهة تلاشى واندثر مع مرور الأيام والسنين. وقد علمت «الشروق» أن التفويت كان نوعين: هناك من فرط بالبيع بثمن رمزي وهناك من آثر التبرع تقديرا للزعيم الراحل خاصة وأن الانجاز لم يكن لشخص الرئيس وإنما لفائدة البلاد. وقد تم تسجيل القصر باسم الدولة منذ سنة 1984 حسب القطع تحت الأرقام التالية: 228 552 651 652 وغيرها وتؤكد مصادرنا أن المساحة الجملية للقصر تفوق 43 هك. من فوت فيه؟ ملك الشعب هذا تم التفويت فيه بطريقة غامضة لفائدة شركة الاقامات ومن معها والتي يُقال إنها ملك زوجة الرئيس المخلوع وأشقائها. بحيث أن بن علي باع ملك الشعب لزوجته وأصهاره. ولا أحد يدري بأي سعر، وهل اتبع من كان يتباهى بدولة القانون والمؤسسات الطرق القانونية للبيع؟ غريب ونظرا للموقع المتميز لهذا القصر فقد باعت شركة الاقامات الأراضي بأثمان تراوحت بين 300 و500 دينار للمتر المربع الواحد. أصحاب هذه الأراضي قالوا حين تبرعنا بهذه الأراضي أو بعناها بأسعار رمزية كان هدفنا مساعدة الدولة. ولكننا ونحن نرى أراضينا تفتك لصالح المرتزقة لبيعها بأسعار خيالية ولا يمكن استرجاعها من أناس لا ذنب لهم اقتنوها لتشييد النزل والفضاءات الترفيهية والمساكن، فإننا نطالب بفتح تحقيق في الموضوع وإرجاع المال الى أصحابه أو إلى خزينة الدولة.