ثورة الحرية والكرامة التي عاشها الشعب التونسي منذ 14 جانفي 2011 كسّرت القيود وفتحت الأبواب الموصدة منذ عقود وقطعت مع الصمت والجمود فعلا صوت الحق في زمن انتظره شعبنا طويلا. فخرج الناس بأصوات مرتفعة يكشفون عن مصائب حلّت بهم في زمن القمع والاستبداد علّهم يجدون اليوم من ينصفهم... هذه الثورة التي نعيشها اليوم فتحت من جديد باب الأمل لعمّ حسن الذي تعرض لحادث مرور خلّف له إعاقات مستديمة و15 دينارا شهريا. مع المرارة والألم واليأس عاش عم حسن (32 سنة) ينتظر موعدا مع العيش الكريم والحياة السعيدة في ظل أسرته الصغيرة لكن الوعود الكاذبة والتحيل كانا له بالمرصاد. يقول حسن البوكاري سائق سابق بالتعاضدية المركزية تعرضت إلى حادث مرور يوم 10 ديسمبر 1979 أثناء توجهي إلى عملي مما تسبب لي في إعاقات خطيرة تتمثل في العمى التام للعين اليسرى وقصور بالعين اليمنى وصمم تام بالأذن اليسرى وكسر بخمسة أضلع من الجهة اليمنى وعدة أضرار أخرى... إلا أني لم أتحصل على أية تعويضات ولم أتلق أي مليم ما عدا منحة قيمتها 45 دينارا كل ثلاثة أشهر من شركة التأمين.. ويضيف «عم حسن» وباستفساري عن سبب حرماني من التعويضات التي يخولها لي القانون علمت بأن المحامي لم يعتن بالموضوع كما يجب... وضاع حقي بمرور الزمن وأنا اليوم أعيش حالة فقر مدقع أفتقر إلى أبسط معاني العيش الكريم خاصة أني متزوج وأب لطفلين : «يضيف عم حسن الذي كان الحرمان قد سيطر على كل تفاصيل حياته». تحيل الزمن الغادر لم يكفه ما حل بهذا الأب بل إن الأيادي الآثمة كانت تتربص به يقول عم حسن «لقد حرموني حتى من بعث مشروع صغير أوفر منه الخبز والماء لأبنائي وزوجتي فهل أن 15 دينارا تكفي لهذه الأسرة المنكوبة؟!». يضيف صاحب القضية «تقدمت ببعث مشروع عن طريق جمعية بسمة للنهوض بالمعاقين التي كانت تشرف عليها سابقا زوجة الرئيس المخلوع وبالرغم من أحقيتي واستحقاقي أكثر من غيري باعتبار حالتي المعنوية والصحية المتردية إلا أني تفاجأت. ويقول عم حسن عندما قضت هذه الجمعية على بصيص أمل كنت أحيا من أجله ورفضوا مطلبي بحجة أني «مريض وتحت الصفر» على حد تعبير أحد المسؤولين هناك..». تتبع عدلي هذا الأب الذي كان يشتغل سائقا بإحدى الشركات التابعة للتعاضدية المركزية للبذور والمشاتل الممتازة بسكرة أصبح اليوم عاجزا لا يستطيع توفير لقمة عيشه بالحلال على حد تعبيره وهو يطالب المسؤولين بالتتبع العدلي لمسؤولي جمعية بسمة التي اتهمها بالتحيل كذلك إعادة النظر في المنحة التي أسندت إليه والتي لا يمكن أن تفي بحاجة عائلة. حسن بن عمر هذا الزوج والأب يقول إن الأمل عاوده من جديد بعد أن غادره منذ زمن متمنيا أن تشمله ثمار الثورة فينظر إليه بعين الرحمة علّه يستطيع أن يستنشق من جديد رائحة العيش الكريم.