حاصرت أعداد غفيرة من المحتجين مجلسي الشعب والشورى ومبنى وزارة الداخلية في العاصمة القاهرة، فيما انضمّ مئات الالاف الى المعتصمين بميدان التحرير الذي غصّ بالمتظاهرين الذين شكلوا ائتلافا موحدا بقيادة موحدة لتأطير التحرك خلال الفترة المقبلة. وسعت الجماهير الى محاصرة مبنى التليفزيون والاذاعة بيد أن قوات الامن والجيش التي طوقت المبنى حالت دون وصولها اليه. قصر العروبة ونبهت الى أنها تريد الذهاب الى «قصر العروبة» القصر الرئاسي لدفع مبارك على التنحي. ومنعت المسيرات التي جابت العاصمة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الجديد من دخول مجلس الوزراء. وأفادت مصادر ب «ميدان التحرير» بأن المتظاهرين تجاوزوا المليون بكثير مؤكدة ان الشعارات ذاتها المطالبة برحيل مبارك لا تزال تهزّ الميدان. وأضافت: أن أرصفة «الميدان» أصبحت لوحة فنية ترسم فيها الشعارات وتكتب عليها الهتافات حيث حُبّرت عليها عبارة: ارحل يسقط النظام، صامدون، 70 مليار دولار في اشارة الى التقارير التي اعتبرت ان مبارك هو ثالث أغنى شخص في العالم، بثروة تقدر ب 70 مليار دولار. وانضم الى المعتصمين وزير النقل السابق عصام شرف الذي دعا مبارك الى الرحيل، رفقة أعضاء في هيئات التدريس بالجامعات المصرية. سياسيا أوضح الناشط زياد العليمي أن 5 جماعات رئيسية شكلت فيما بينها «ائتلاف شباب ثورة الغضب»، كما اختارت فيما بينها عشرة أشخاص ليمثلوها. وقال العليمي إن الجماعات المنضوية في التحالف الجديد هي «حركة 6 أفريل: مجموعة شباب الاخوان المسلمين، مجموعة دعم البرادعي، حركة الحرية والعدالة، شباب حزب الجبهة الديمقراطية». وأشار الى أن الائتلاف سينسق مواقفه مع باقي الأحزاب وجماعات المعارضة المؤيدة لاستمرار الانتفاضة في مطالبها برحيل مبارك عن الحكم. ويعدّ هذا أوّل اعلان عن تشكيل ائتلاف يهدف الى العمل على الاستمرار في الثورة التي بدأت يوم 25 جانفي الماضي. عشرات الجرحى ميدانيا، أعلنت مصادر أمنية وطبية مصرية عن إصابة 61 متظاهرا، بينهم 8 حالاتهم خطيرة جدا، في مصادمات بين قوى الشرطة والمحتجين باحدى القرى المتاخمة للعاصمة القاهرة. وأضافت أن المناوشات العنيفة انطلقت بعد رفض أهالي قرية «الوادي الجديد» عودة ضابط بوحدة مباحث قسم الشرطة. وأشارت الى أن المحتجين هاجموا سيارة الشرطة التي كان الضابط يستقلها، فيما ردت قوى الأمن عليهم باستعمال الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وطلقات «الخرطوش». وذكرت ان الاهالي تجمهروا قرب قسم الشرطة وألقوا قنابل «المولوتوف» على المبنى، مشيرة الى أن الشرطة لاحقت الشباب في أزقة المدينة وأطلقت عليهم أعيرة نارية حية أفضت الى اصابة العشرات.