توعد عمر سليمان نائب الرئيس المصري أمس المتظاهرين مشدّدا على أن استمرار الاعتصامات في «ميدان التحرير» أمر لا يمكن تحمله وقتا طويلا وسط اتساع كبير لرقعة الغضب المصري بشكل استثنائي وصل الى حدّ تطويق مدخل مجلس الشعب فيما أعلنت السلطات عن مصرع 3 متظاهرين في محافظة «الوادي الجديد» جنوب البلاد. ورفض عمر سليمان الشعارات المطالبة برحيل مبارك قائلا: كلمة الرحيل التي يردّدها بعض المتظاهرين تخالف أخلاق المصريين التي تحترم كبيرها ورئيسها كما أنها كلمة مهينة ليس فقط للرئيس وإنما للشعب المصري برمّته. إهانة لمصر ونبّه الى أن التواجد الكبير في ميدان التحرير للمتظاهرين إضافة الى بعض الفضائيات التي تهين مصر وتقلّل من قيمتها تجعل المواطنين متردّدين في الذهاب الى مواطن عملهم. وشدّد على ضرورة إنهاء الوضع الراهن في أقرب وقت ممكن. وأضاف أن مبارك جادّ في عدم ترشيح نفسه أو نجله جمال للرئاسية المقبلة وهو حاليا باق في مصر ولن يغادرها وهو يدير خارطة طريق حتى تنتهي فترة ولايته. وأردف أن مبارك أحد أبطال «حرب أكتوبر» والمؤسسة العسكرية حريصة على أبطال أكتوبر ولا يمكن أن ننسى تاريخنا أو أن نضيّعه. تصعيد و«جمعة الحسم» واتسمت التحركات الاحتجاجية ليوم أمس بتصعيد كبير حيث تمكن مئات من المتظاهرين من سدّ مدخل مبنى مجلس الشعب وبدأوا في القيام باعتصام مفتوح الى حين مغادرة مبارك. وقال أحد المتظاهرين: جئنا لمنع أعضاء الحزب الوطني الحاكم من الدخول للمجلس وسنبقى حتى تتحقق مطالبنا أو أن نموت هنا. وطالب المتظاهرون باستقالة النواب فورا، باعتبار أن الشعب لم يمثلهم ولم يخترهم لتمثيله. وأفاد الناشط مصطفى شوقي، أحد ممثلي ائتلاف ثورة الغضب، ان الاستعدادات جارية على قدم وساق لتنظيم مظاهرات مليونية جديدة غدا الجمعة سيطلق عليها «جمعة الحسم». وأكد أن صمود المحتجين على الأرض وزيادة عدد المتظاهرين هما العاملان الحاسمان في تحديد مسار الأحداث وليس وعود مبارك ولا نائبه عمر سليمان. وشدّد ناشط آخر على ان إقبال المواطنين الشديد على الميدان يعود الى عدم ثقتهم بالنظام وبإحساسهم بأنهم يتعرضون لعملية «نصب سياسي». وأعلن متظاهرون على أحد مواقع «النت» عزمهم حشد نحو 10 ملايين متظاهر على مستوى الجمهورية لحسم الأمر ودفع مبارك الى الرحيل. وأشاروا الى أنهم يحضرون لخطوات احتجاجية في الفترة القادمة من بينها التوجه الى القصر الرئاسي والاعتصام أمامه. ميدانيا: ارتفعت حصيلة المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في محافظة «الوادي الجديد» الى 3 قتلى وأكثر من 100 جريح. وكانت مصادر إعلامية وأمنية متطابقة عن حصول اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والأعيرة النارية لتفريق المحتجين. وأثار خبر استشهاد 3 من أهالي «الوادي الجديد» غضب المتساكنين الذين أشعلوا النيران في عدة مبان حكومية من بينها مقر المرور ومركز الشرطة والدفاع المدني والمبنى السكني لأمناء الشرطة ومقر الحزب الحاكم.