رئيس الدولة يطالب بالتعجيل في إعداد مشروع قانون لإلغاء المناولة    قيس سعيد يدعو إلى تكثيف العمل الدبلوماسي مع عديد الدول والتجمعات الإقليمية    تونس تشارك في القمة ال 50 لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بايطاليا    البنك الإفريقي للتنمية يمنح تونس قرضا بقيمة 53 مليون دينار: التفاصيل    السعودية: لا حج بدون تصريح و'درون' تلاحق المخالفين في رحاب المملكة    تتصدرها المواجهة الإفتتاحية لليورو…برنامج أبرز مباريات اليوم الجمعة و النّقل التلفزي    السعودية تتخذ إجراءات إضافية لحماية الحجاج من الحر الشديد    الجزائر: مُسنّة تسعينية تجتاز البكالوريا    طقس اليوم الجمعة    التوقعات الجوية اليوم الجمعة    قضية ختان الإناث تدفع بلينكن للاتصال برئيس غامبيا    تأجيل مباراة أنس جابر في ثمن نهائي دورة نوتنغهام للتنس    لا يدخل الجنة قاطع رحم    منها الطاعة والتضحية والتكافل ..أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك    منبر الجمعة .. الاهتمام بحُسْنِ المنظر سُنَّة نبوية    تصل إلى 72 درجة.. الصحة السعودية تحذر الحجاج من خطر ارتفاع حرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة    كرة اليد.. لؤي مخلوف يطلق النار على مسؤولي النجم ويوجه لهم اتهامات خطيرة    بعد أكثر من 20 ساعة: السيطرة على حريق مصفاة نفط في شمال العراق    الوسلاتية.. السيطرة على حريق اندلع بجبل زغدود    اليمين المتطرّف يجتاح أوروبا.. أي تأثير على تونس ؟    تكليف ربيعة بالفقيرة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية    الصحة السعودية تحذر الحجاج من أخطار التعرض لارتفاع حرارة الأسطح بالمشاعر المقدسة    فظيع في منوبة.. الاحتفاظ بصاحب " كُتّاب " عشوائي لشبهة الاعتداء الجنسي على طفلة    كأس أوروبا للأمم 2024: استخدام تقنية الحكم المساعد "الفار" سيكون مرفوقا بالشرح الاني للقرارات    كاس امم افريقيا المغرب 2025: سحب قرعة التصفيات يوم 4 جويلية القادم بجوهانسبورغ    الكاف: تقدّم هام في مشروع تعبيد الطريق المؤدية الى مائدة يوغرطة الأثرية وتوقعات بإتمامه خلال شهر جويلية القادم    رهانات الصناعات الثقافية والإبداعية في الفضاء الفرنكفوني وتحدياتها المستقبلية محور مائدة مستديرة    كتاب.. لاهوت التعدّدية الدّينية ل عزالدّين عناية    باجة: تقدم موسم حصاد الحبوب بنسبة 30 بالمائة وتوقع وصول الصابة الى 2,6 مليون قنطار    أردوغان يدعو الولايات المتحدة ومجلس الأمن إلى الضغط على دولة الاحتلال بشأن هدنة غزة    تونس توقع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الاوروبي لتعزيز امكانيات الاستثمار في الطاقات المتجددة    165 حرفيا ومهندسا داوموا على مدى 10 أشهر لحياكة وتطريز كسوة الكعبة المشرفة    تونس تسجل ارتفاعا في عجز ميزان الطاقة الى 6ر1 مليون طن مكافئ نفط مع موفي افريل 2024..    الرابطة 1 - الترجي الرياضي على بعد نقطة من حصد اللقب والاتحاد المنستيري من اجل تاجيل الحسم للجولة الختامية    وزارة التربية تتثبّت من معطيات الأساتذة النواب خلال الفترة من 2008 الى 2023    الشركة الجهوية للنقل بنابل تتسلم 4 حافلات جديدة    ارتفاع حركة مرور المسافرين والشاحنات التجارية في معبر الذهيبة    فيديو - منتدى تونس للاستثمار : وزيرة التجهيز تتحدث عن الإتفاقيتين المبرمتين مع البنك الاوروبي للاستثمار    المرسى: بسبب خلاف في العمل...يترصد نزوله من الحافلة ليقتله طعنا    مجلس وزاري يصادق على خارطة الطريق المقترحة لإطلاق خدمات الجيل الخامس    مرضى القصور الكلوي يستغيثون اثر توقف عمل مركز تصفية الدم بمستشفى نابل    تفكيك وفاق اجرامي للاتجار بالمنقولات الأثرية    بسبب كأس العالم للأندية 2025: قضية جديدة ضد الفيفا    عاجل/ بلاغ هام من ال"صوناد" حول استعمال المياه في عيد الأضحى    الكنام تشرع في صرف مبالغ استرجاع مصاريف العلاج لفائدة المضمونين الاجتماعيين    مفتي الجمهورية: "هكذا تنقسم الاضحية في العيد"    البنوك تفتح شبابيكها يوم السبت    الداخلية: سقوط عون الأمن كان فجئيا    إستعدادا لكوبا أمريكا: التعادل يحسم مواجهة البرازيل وأمريكا    الرابطة المحترفة الاولى: الجولة الختامية لمرحلة تفادي النزول    محمد بن سلمان يعتذر عن عدم حضور قمة مجموعة السبع    باجة: تقدم موسم حصاد الحبوب بنسبة 30 بالمائة    بعد استخدامها لإبر التنحيف.. إصابة أوبرا وينفري بمشكلة خطيرة    دواء لإعادة نمو أسنان الإنسان من جديد...و هذه التفاصيل    هذا ما قرره القضاء في حق رئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي..#خبر_عاجل    «غفلة ألوان» إصدار قصصي لمنجية حيزي    صابر الرباعي يُعلّق على حادثة صفع عمرو دياب لمعجب    شيرين تصدم متابعيها بقصة حبّ جديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ظل الأزمة التي تخيم عليه: كيف ننقذ قطاع السياحة؟
نشر في الشروق يوم 09 - 02 - 2011

أصبحت السياحة في السنوات الأخيرة ركيزة من ركائز الاقتصاد ببلادنا. تضرّر هذا القطاع من جرّاء ما شهدته بلادنا العزيزة من أحداث غيّرت مجرى تاريخنا، فالسياحة شئنا أم أبينا قطاع هام يشغّل 800.000 عامل بصفة مباشرة أوغير مباشرة. فالضرر قد حصل لكن ربّ ضارة نافعة، وبعد أن قطعت الثورة مرحلتها الهامة، وقطعت مع الماضي، ونحن بصدد قطع دابر الفساد والمفسدين علينا جميعا أن نبحث كل من موقعه عن الحلول للخروج من هذه الأزمة. وأدعو الجميع الى تأجيل مطالبهم المشروعة في تحسين العيش لأنه لا بدّ من إحكام العقل والتعقّل. فمن المستحيل أن تلبّي حكومة تصريف الأعمال كل هذه الطلبات دفعة واحدة.
أطلق على الثورة المباركة ثورة الياسمين، وهذه التسمية برغم ما لديّ من تحفّظ حولها ستخدم سياحتنا وتجعلها تشعّ إشعاعا صافيا صفاء قلوب أبناء هذه الأرض الطيبة المعطاء.
التونسيون والتونسيات طيبون ويكرمون الضيف عربيا كان أو أجنبيا مهما كان لونه أو دينه دون تفرقة. ولقد استغلّ النظام السابق هذه الطيبة لقضاء مآربه ومصالح الحاشية «وعقبها علينا لكن طحنا فيه وامشي بالنيّة وارقد في الثنيّة..». فالسؤال المطروح، كيف ننقذ السياحة في هذا الظرف الصّعب؟
هناك مقترح موجّه الى السيد القاضي الفاضل وزير الداخلية وهنا لسائل أن يسأل: ما دخل وزير الداخلية؟ إن الأمن هو أساس التنمية، ونحن الآن قد استرجعنا في هذه المرحلة وبنسبة 95٪ الأمن والسّكينة عادت الى النفوس، «كما نظّفنا من داخل الداخلية» كما ورد على لسان الوزير الذي اقترح عليه أن ينسّق مع زميله بوزارة السياحة ليقع مدّ كل عائلة تونسية بعلم تونس المفدّى من الحجم المتوسط ولترفع الأعلام على كلّ المنازل. ولعمري فإنّ كل تونسي سيرحّب بهذه الفكرة، وهي ليست بالجديدة فالكهول المخضرمون مثلي لو رجعت بهم الذاكرة الى الوراء وبالتحديد الى فجر الاستقلال وفترة الستينات تقريبا من القرن الماضي فقد كان أغلب التونسيين علي مختلف مشاربهم خاصة بتونس العاصمة وأحوازها الشمالية والجنوبية يثبتون الأعلام عالية على أسطح المنازل رغم أنها لم تكن عالية وذات طوابق مثل اليوم، وهذه العادة تُنسب في أيامنا هذه الى الأمريكيين ولكن تونس هذا البلد الصغير في رقعته الكبير بأبنائه وشبابه خاصة كان سبّاقا ولا يزال الى كل مظاهر التحضّر والتحرّر. وبعد أن ترفع الاعلام في نواحي البلاد يقع بالتوازي بث هذا الحدث عبر وسائل الاعلام المرئية على الأقمار الصناعية وعلى الشبكة العنكبوتية، مما يسهم في جلب انتباه الأجانب وجعلهم يتحققون من أن ثورتنا هي ثورة هادئة نظيفة فتعود لهم الثقة والطمأنينة.
كما اقترح أن لا ننتظر ردّ فعل الأجانب وبداية الصيف، بل علينا أن ندفع نحن أبناء الوطن بالداخل عجلة السياحة وبداية عطلة الربيع القادم. فعلى أرباب المهنة وأصحاب النزل القيام بالدعاية للسياحة الداخلية التي طالما سمعنا عنها في العهد السابق..!؟ وعليهم أيضا أن يتخذوا إجراءات وتدابير بتقديم تخفيضات معقولة للتونسيين والتونسيات وجعلهم يتمتعون بمنشآت بلادهم من النزل مع عائلاتهم لأن التونسي في حقيقة الأمر ورغم ما يعانيه من ضعف في القدرة الشرائية فهو يصرف ويهوّن كما يقال بالعامية ويصرف أحيانا أكثر من فئة من فئات الأجانب الذين لا يسمن قدومهم الى بلادنا ولا يغني من جوع، وتكون بذلك فترة الربيع التي تسبق الموسم الفعلي للسياحة ذات مردودية. وحتى لا يقبع رجال هذا القطاع ونساؤه مكتوفي الأيدي «واستنّي يا دجاجة» ويقومون بعملية rodage في انتظار الانطلاقة الحقيقية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون بالنسبة الى أصحاب النزل خاصة في ما سيقدمون من تخفيضات الى شباب الثورة والشباب الطلابي من امتيازات.
كيف ننقذ السياحة من الخارج في هذا الظرف الحساس والدقيق ونسترجع سياحنا الذين غادرونا الى المغرب الأقصى والى وجهات أخرى؟ فمصائب قوم عند قوم فوائد.
أصبنا نعم في فلذات أكبادنا، شهداء الثورة ووقودها وها هم يسلّموننا الأمانة العظمى.. وللإجابة على ما سلف ذكره، فإن أبناءنا المهاجرين هم المناط بعهدتهم إنقاذ السياحة من خارج الحدود. يقول المثل التونسي «ما يبكيلك إلا شفرك وما يحكلك إلا ظفرك»..
لا ريب الآن أن التونسيين والتونسيات بالخارج هم فخورون بانتمائهم لتونس ودعني أقول لأكرم عياد اللاعب الوطني لكرة اليد ويعتبر من المهاجرين: «لا تبك يا بنيّ فلقد سمعتك تقول: لقد كنت أخجل في عهد الدكتاتور وأزلامه أنني تونسي، فاصدح الآن عاليا وقلها بأعلى صوتك أنا تونسي أبيّ».
إخواني وأخواتي خارج حدود الوطن بإمكانكم أن تساهموا في إنقاذ السياحة والقيام بالأعمال التالية قبل العودة في هذه الصائفة وبعد العودة:
قبل العودة: على كل تونسي وتونسية مقيم بالخارج أن يتحدث مع أصدقائه الأجانب ويتحاور معهم بما هو مسموح به في الفضاءات العامة عن جمال تونس وتاريخها وثورتها الحديثة الهادئة التي هي في نهاية الأمر قد قامت بإشهار لتونس ما بعده من إشهار، فهي الآن منارة من منارات العالم لذلك تجدونني أتكهّن بأن يصبح التونسيون والتونسيات وبعد أن تنجح التجربة الديمقراطية إن شاء اللّه مخوّل لهم أن يزوروا عددا من بلدان العالم بدون تأشيرة لأن ثورة الياسمين أصلحت في نظري ولو على المدى المتوسط والبعيد ما أفسدته أحداث 11 سبتمبر وما تلتها من تبعات.
بعد العودة: يأتي دور أبنائنا بالخارج ليساهموا فعليا في إنعاش السياحة وبات من المؤكد أن عدد المهاجرين الذين سيزورون تونس هذه السنة سيتضاعف مرّات ومرّات فعلى كل مهاجر قادر وبعد أن تطأ قدمه تراب تونس ويشمّ «ريحة البلاد» وهي مختلفة هذه السنة لأنها تخلّصت من الأجساد العفنة وبعد كذلك زيارة الأقارب والأصدقاء والأحباء وعوض أن ينصرف ككل التونسيين السنوات الماضية الى «المرمّة والسّيمان» عليه أن يخصّص حيّزا من الزمن مع عائلته ويتّجه الى أي منطقة سياحية من بلادنا ليقضّي مدة حسب مقدرته على أن يكون الصرف بالعملة الصعبة، وهذا لعمري سينعش السياحة والخزينة العامة ويبرز الحسّ الوطني لأبنائنا بالخارج.
سادتي القيّمين على القطاع السياحي هذا ما اقترحته مجيبا عن السؤال: كيف ننقذ السياحة في الظرف الحالي؟.. ولتبقى تونس حرّة أبيّة أبد الدّهر ولا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.