اعتصم أمس أمام مقر وزارة التربية بالعاصمة عدد كبير من الأساتذة والمعلمين والمتفقدين والتلاميذ احتجاجا على ما ورد علىلسان وزير التربية السيد «الطيب البكوش» في اجتماعه مؤخرا مع نخبة من التلاميذ من تحريضه على التطاول على سلك التعليم مما أدى الى خلق فوضى عارمة في كافة المعاهد بالجمهورية التونسية. ورفع هؤلاء المعتصمون الذين كانوا يعدون بالآلاف شعارات مختلفة تطالب بضرورة رد الاعتبار لسلك التعليم من أساتذة ومعلمين الذين أحسوا بإهانة كبيرة حتى أن بعضهم تعرض الى العنف اللفظي والمادي من قبل التلاميذ في بعض المعاهد على غرار ما حدث أول أمس بولاية قابس حيث قام تلميذ بضرب أستاذته بكرسي تعبيرا منه عن رفضه تدريسها له وكذلك كان الشأن بأحد المعاهد بولاية منوبة حيث خرج التلاميذ في مسيرة حاشدة تطالب بطرد القيم العام من المعهد بتعلة أن وزير التربية سمح لهم بالتعبير عن كل مشاغلهم وبرفض كل ما من شأنه أن يحد من حريتهم هذه الممارسات خلفت غضبا كبيرا في نفوس المدرسين الذين عبروا ل«الشروق» عن خيبة أملهم في الحكومة المؤقتة وعلى رأسها الطيب البكوش الذي يقرر من جهة واحدة متناسيا الطرف الأساسي في القطر وهو الاتحاد العام التونسي للشغل ومن خلاله نقابات التعليم اذ استمع الى التلاميذ والأولياء واتخذ قراراته دون تشريك نقابات التعليم. كما أكدوا أن الحكومة المؤقتة تعمل على ايهام الرأي العام بالعمل على حل مشاكل المواطن التونسي وذلك بفتح القنوات التلفزية لاستقبال المواطن والاستماع الى مشاغله والحال أن تونس هي بلد به منظمات نقابية تدافع عن المواطن وتبلغ صوته مطالبين بضرورة التفاوض في جل القضايا العامة مع النقابات التي تتبنى قضايا الشعب للوصول الى اتفاقيات وايجاد حلول جماعية وليست فردية هي في الحقيقة ليست الا حملات انتخابية وما دل على ذلك أن وزير التربية المؤقت وبنرجسية ملحوظة لم يعر أي اهتمام للطرف الاجتماعي الى غاية اليوم رغم المراسلات الكتابية التي وجهت له. ضرورة الاعتذار وطالب هؤلاء (المدرسون) بضرورة رد الاعتبار لرجال التعليم وذلك بالاعتذار لهم أمام التلاميذ والأولياء من خلال وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية مع ضرورة تشريك المعلمين والأساتذة في كل المواضيع عبر هياكلهم النقابية دون الالتجاء الى عناصر لا علاقة لها بالمنظومة التربوية وأكدوا على أن النقابات والمنخرطين ستبقى دائما الممثل الشرعي التي تفتك حقوقها عبر نضالاتها معتبرين أن الوزير المؤقت «البكوش» ليس الا وجها من وجوه حكومة الالتفاف. حتى أن أحدهم قال: «نحن أمام متحف لا حكومة... نحن نقول لهم وللناطق الرسمي باسمهم بكل اللغات ارحلوا بالعربية وout بالانقليزية وDégage بالفرنسية وسيب صالح بالعامية التونسية». وأضافوا ان مصداقية الهياكل النقابية المنتخبة والمعبرة عن تطلعات شعبها تأكدت من خلال النجاح الكبير للاضراب بقطاع التعليم الأساسي المنفذ يومي 24 و25 جانفي من أجل القضية الوطنية الذي شارك فيها كل أحرار البلاد رغم الهجمة التي شنتها أبواق من النظام السابق والبعض من المطبلين في الاعلام وكذلك الانسجام الكامل لاطار التعليم سينفذ أيام 10 و11 و12 فيفري قرار النقابة العامة للتعليم الأساسي للالتحاق بالمدارس والعمل الفعلي لتدارك ما فات التلاميذ من الدروس الناتجة عن الغلق المقصود من الوزارة التي حاولت اليوم الالتفاف على هذا الموقف وتشويهه وذلك بجعله للتدارك فقط في حين أن النقابة تطالب بتمتيع التلاميذ بتوقيتهم كاملا وهذا ليس بغريب على من التف على الثورة على حد تعبيرهم. مؤجرون منفذون واعتبر الاساتذة والمعلمون ان التحاق أعداد غفيرة من التلاميذ من معاهد عدة للاعتصام معهم ليس الا دليلا قاطعا على أن أولئك التلاميذ الذين حضروا للقاء الوزير «البكوش» هم عناصر مأجورة لتنفيذ مسرحية التجمع واللقاء الذي أجراه البكوش هي عملية منتقاة لا تمثل كل التلاميذ مؤكدين ان الحديث عن نظام لا يتطلب شق النفوس. أفادنا أحد الاساتذة قائلا: «لما يشحن الوزير التلاميذ ويحرضهم على التطاول على رجال التعليم فعليه أن يجند الجيش أثناء امتحان الباكالوريا للمراقبة لأن التلميذ سيقول للأستاذ «انفسكي والا نشلطك».