عبّر عديد الأساتذة عن استيائهم واستنكارهم للانحدار السلوكي الذي أصبحت تتسم به تصرفات العديد من التلاميذ, خاصة بعد اللقاء الذي جمع ثلة منهم بالسيد الطيب البكوش وزير التربية في الحكومة المؤقتة. وكان وزير التربية قد دعا التلاميذ خلال الحوار إلى التمسك بآرائهم واختياراتهم وحريتهم , وهو ما ترجمه بعض التلاميذ بتحدي الأساتذة وإثارة الفوضى في المعاهد. إذ أكد السيد الحبيب بن أحمد(أستاذ لغة فرنسية ) أن " التلاميذ أعلنوا تمردهم الصريح عن أوامره بالانضباط داخل الفصل , ورفضوا إجراء الفرض التأليفي بتعلة أنه صعب." ونسج تلاميذ الباكالوريا (اقتصاد وتصرف) بأحد المعاهد بالعاصمة على منوالهم, إذ رفضوا إجراء الفرض التأليفي لمادة الاقتصاد ناعتين الأستاذة سيرين.ح ب"الدكتاتورة", قبل أن يغادروا الفصل ويتجمعوا بساحة المعهد وقالوا بصوت واحد "dégage " للأستاذة التي أكد بعض زملائها بأنها عرفت بجديتها في إسناد الأعداد التي تعكس مستوى التلميذ. مشاهد تكررت في عديد المعاهد ولئن اختلفت في تفاصيلها وأسبابها, فقد اتحدت جميعها في أنها كانت نتيجة لإساءة ترجمة الكلام الذي توجه به وزير التربية للتلاميذ خلال الحوار المذكور على انه دعوة صريحة للتلاميذ لممارسة الفوضى والتمرد على الأساتذة ومحاكمتهم. وهو ما اعتبره السيد سامي الطّاهري (كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي) تحريض واضح للتلاميذ ضد الأساتذة, وقال ل"الصباح" " أحبط الحوار الذي جمع وزير التربية ببعض التلاميذ مؤخرا كل المجهودات التي بذلها الأساتذة للسيطرة على الوضع وإقناع التلاميذ بضرورة العمل من اجل إنجاح السنة الدراسية, وقد وقع اختيار اغلب التلاميذ الذين تحاور معهم الوزير من طرف مديري المعاهد عشوائيا وكان كلام الوزير محرضا مستهدفا للأساتذة, ومتيحا للتلاميذ الحق في اختيار الأساتذة والامتحانات, وبالتالي بث الفوضى بالمعاهد." ودعا كاتب عام النقابة الأساتذة إلى تكثيف الحوارات مع التلاميذ وتوعيتهم بضرورة العمل من اجل "إنقاذ" السنة الدراسية وإنجاحها وبالتالي, إحباط مساعي البعض لتحويل السنة الدراسية الجارية إلى "سنة بيضاء" وهو ما ترفضه الوزارة والأولياء والتلاميذ وكل من شارك في ثورة 14 جانفي ويؤمن بضرورة إنجاحها.