الوضع العام بصفاقس في طريق الإنفراج، فالمحلات التجارية مفتوحة وهوشأن الإدارات والمؤسسات العامة والخاصة التي تستقبل الحرفاء وتقدم الخدمات وتنتج بشكل عادي، لكن الوضع التلمذي في ولاية ربع سكانها من التلاميذ والطلبة لا يسير بشكله الطبيعي بسبب ازدواج القرارات بين الوزارة والنقابات الأساسية للتعليم وهوما خلق جوا من التوتر انصهر فيه التلميذ بشكل سلبي للغاية.. فالدروس متعطلة في بعض المعاهد وتسير بشكل عادي في معاهد أخرى، ورجال التعليم والمربون يميلون إلى قرارات نقاباتهم الأساسية التي تضاربت مواقفها مع وزارة التعليم خاصة بعد اللقاء الذي أجراه وزير التربية ببعض التلاميذ ومنحهم من خلاله فرصة ذهبية للتهجم على المربي الذي يكمن دوره الأساسي لا في التعليم فقط بل في التربية.. ازدواجية أمام هذا الوضع، تعكرت الحياة التلمذية بصفاقس بعد استقرار دام أكثر من أسبوع، وينتظر أن تتواصل الدروس اليوم في بعض المعاهد والمدارس بالرغم من قرار وزارة التربية في تأكيد العطلة التي فوضت الأمر فيها للإطار التعليمي لتقديم دروس دعم وتدارك.. ومادمنا نتحدث عن الحياة التربوية، نشير إلى أن رجال التعليم بصفاقس استنكروا تدخلات التلاميذ أمام الوزير، كما فوجئوا بمطالب التلاميذ الذين باتوا يشعرون وانهم مضطهدون حسب ما تأكده الشعارات المرفوعة في المسيرات، فبعض التلميذات نادين بالتخلص من «الطابلية»(!)، البعض الآخر نادى بحرية تلاميذ الأقسام النهائية بالتدخين داخل الفصل (!)، فريق ثالث طالب بإعادة النظر في التوقيت باعتباره يحيل مباشرة على العهد البائد مع التمسك بإقحام يوم السبت في الراحة الأسبوعية مع يوم الأحد (!).. هذه هي بعض المطالب الغريبة التي بلغت حد مطالبة بعض التلاميذ من أساتذتهم مغادرة الفصل تحت شعار Dégage.. (!)..، خلافا لبعض التلاميذ الآخرين الذين يحرصون على دروسهم ويعتبرون انه بإمكانهم استغلال الثورة في معناها الصحيح بإجراء تغييرات في المناهج والآفاق المستقبلية.. الوضع التلمذي في عمومه بات يحتاج إلى مراجعة تامة وعاجلة لضمان عودة الدروس بشكل عادي وضمان هيبة المربي حتى يتمكن من تقديم دروسه في ظروف مريحة تعود بالفائدة على التلاميذ بدرجة أولى.. وثائق محروقة هذا، ومن ناحية أخرى وخلافا لدعوات البعض من أهالي صفاقس من خلال الإرساليات القصيرة لطرد الوالي الجديد، علمنا أن والي صفاقس محمد علي الجندوبي باشر أعماله تحت حراسة مشددة من قوات الجيش الوطني وضغط كبير من المواطنين الذين تجمهروا يوم أمس الأربعاء أمام الولاية بمطالب مختلفة بعضها انحصر في التشغيل والبعض الآخر ينادي بالمساعدات وغيرها من المطالب التي تؤكد مرة أخرى أن النظام السابق كان يسوف ويماطل ويعبث بالمطالب الأساسية للمواطنين وحقهم في العيش الكريم.. يوم أمس الإربعاء شهدت صفاقس حادثة غير عادية تمثلت في حرق وثائق بإقليم صفاقس الجنوبية – حي البحري -، الأهالي والأجوار يؤكدون أن أحد المسؤولين عن الإقليم هوالذي أضرم النار في المكان للتخلص من بعض الوثائق السرية والتي قد تتضمن العديد من المعلومات الخطيرة، أوإن الإقليم لم يعد بحاجة إلى هذه الوثائق فخير أعوان الشرطة إعدامها حرقا.. هذه الروايات ننشرها باحتراز شديد مع تأكيدنا أن الإقليم الجنوبي بصفاقس غير مقره إلى فضاء جديد منذ يومين تقريبا بسبب خلافات حول الفضاء الذي يعود إلى أحد الخواص.. في كلمة، الأوضاع سائرة نحوالأفضل بصفاقس التي كغيرها من الجهات ساهمت بشكل كبير في هذه الثورة المباركة، والإشكاليات العالقة هي نتيجة حتمية لبلد ينتقل من وضع رديء إلى وضع جديد يبشر بكل خير والمؤشرات باتت تؤكد ذلك بعد تراجع وتيرة أعمال النهب والسرقة والحرق التي حصلت هنا وهناك ونفذها البعض ممن لم يعوا جيدا معنى الثورة واستغلوها لفائدتهم..لكن على حساب غيرهم حتى من الأبرياء الذين لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب بأذيال النظام السابق..