طالب عدد من القضاة وخاصة من صفاقس، مؤخرا ببعث نقابة وطنية للقضاة، وقد اتصلوا يوم السبت الماضي بمقرّ وزارة العدل وعقدوا اجتماعا بمقرّ المحكمة الابتدائية بتونس. وكانت «الشروق» أشارت قبل أسبوعين الى تصاعد الرغبة داخل السلطة القضائية في تغيير صيغة جمعية القضاة التونسيين الى نقابة وطنية للقضاة. وفي تطور لهذه الرغبة، فقد بادر قضاة محاكم صفاقس الى التعبير عن رغبتهم في تحقيق هذا المطلب بعد اجتماعهم، وراسلوا نظراءهم بمركز الدراسات القانونية والقضائية للاستفسار حول صيغة مشروع قانون أساسي لبعث نقابة للقضاة. وعلمت «الشروق» أن قضاة محاكم صفاقس تحوّلوا صباح السبت الماضي، الى مقرّ وزارة العدل حيث بلغوا رغبتهم في تكوين نقابة ومن ثم تحوّلوا الى مقر المحكمة الابتدائية بتونس، وعقدوا اجتماعا باحدى قاعاتها، حضره عدد آخر من القضاة ليصل العدد الجملي للقضاة المواكبين للاجتماع الى حوالي مائتي قاض. وثم استعراض مردّ الرغبة في تكوين نقابة للقضاة تدافع عن حقوقهم بالطرق النقابية، وأكد أصحاب الدعوة على استقلاليتهم التامة، عن أي طرف كان وأنهم ليسوا محسوبين على أي أحد أو أي جهة، ولا همّ لهم سوى تكريس استقلالية السلطة القضائية. هل تنعقد الجلسة الخارقة للعادة؟ من جهة أخرى، فقد تواصلت الاستشارات بين أبناء الجهاز القضائي، لعقد جلسة عامة خارقة للعادة، كان دعا إليها السيد عدنان الهاني، ليوم الأحد القادم 13 فيفري الجاري بنادي القضاة بسكرة في اطار الرغبة في حسم الحراك الذي يعيشه القضاة مؤخرا. في حين يرى السيد أحمد الرحموني أن الدعوة الى جلسة خارقة للعادة جاءت ممّن ليس له صفة باعتباره يمثل المكتب الشرعي لجمعية القضاة التونسيين وأن المكتب التنفيذي الذي يرأسه السيد عدنان الهاني، يعتبر منحلا «واقعا» بعد استقالة أربعة من أعضائه في حين يردّ السيد عدنان الهاني بأن حلّ المكتب التنفيذي ووقف فصول القانون الأساسي لجمعية القضاة التونسيين لا يتم إلاّ بسحب ثقة من ثلثي منخرطي الجمعية، معتبرا أن المكتب الذي يرأسه السيد أحمد الرحموني، شهد بدوره أربع استقالات وعموما فإن ما يمكن التأكيد عليه ومن خلال ما يروّج بين أبناء السلطة القضائية أنّ هناك رغبة في حسم بعض الخلافات للتفرّغ لخدمة القضاة ومشاغلهم وتكريس استقلاليتهم واستقلالية جمعيتهم وهم يؤكدون على أن الاستقلالية التي يريدونها يجب أن تكون عن أي جهة أو أي طرف كان ولا يمثل ولا يدافع عن السلطة القضائية إلاّ أبناؤها فقط دون سواهم.